الأوقاف: "كن جميلا تر الوجود جميلا"ملخص دقيق لأهم نظريات علم النفس الحديث
أكدت وزارة الأوقاف أن العبارة الخالدة "كن جميلًا ترَ الوجود جميلا" ليست مجرد حكمة أدبية، بل هي تلخيص دقيق لجوهر أهم النظريات في علم النفس الحديث، فهي تضع الأساس لما يعرف اليوم بـ"علم النفس الإيجابي".
وأوضحت “الأوقاف” عبر منصتها الرسمية ضمن مبادرة “صحح مفاهيمك” أن علم النفس المعرفي يوضح أن إدراكنا للعالم ليس عملية محايدة، بل هو تفسير نشط يعتمد على المخططات المعرفية والتوقعات السابقة، فإذا كان المخطط الداخلي للفرد مليئا بالرضا والأمل وحسن الظن، فإنه يميل إلى تفسير الأحداث الغامضة بطريقة إيجابية، هذا يوازي قول النبي ﷺ في الحديث القدسي الشريف: «أنا عند ظن عبدي بي» (رواه البخاري ومسلم).
التحيز التأكيدي ورؤية النعم
وعرفت وزارة الأوقاف التحيز التأكيدي بأنه بحث الفرد عن أدلة تؤكد معتقداته، فإذا اختار أن يكون جميلًا داخليًّا، يبدأ عقله في ملاحظة النعم الصغيرة والأفعال الطيبة، ويتجاهل السلبيات، وهذا يلتقي مع التوجيه القرآني: {لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ} [إبراهيم: ٧].
الامتنان طريق السعادة
وعلم النفس الإيجابي، الذي أسسه مارتن سيليجمان، يركز على دراسة الفضائل الإنسانية التي تجعل الحياة جديرة بالاهتمام، ممارسة الامتنان هي الأداة الأقوى لتعزيز المشاعر الإيجابية، وهي ما يجعل الفرد يرى الوجود جميلًا.
وتم الإشارة إلى نظرية الإسناد والتي تشرح كيف يفسر الناس أسباب الأحداث، فالشخص المتفائل ينسب الفشل لأسباب خارجية مؤقتة، وينسب النجاح لأسباب داخلية دائمة، ولعل هذا قريب من مفهوم الصبر الجميل في القرآن: {فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا جَمِيلًا} [المعارج: ٥].
الجمال الداخلي في المجتمع
الحالة النفسية الداخلية تنعكس مباشرة على العلاقات الاجتماعية، فالنفوس الجميلة تسقط الطمأنينة وحسن الظن على الآخرين، مما يبني الثقة الاجتماعية، قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ} [الحجرات: ١٢].
وقالت “الأوقاف” إن قرار أن تكون جميلا داخليا هو ما يفتح أعيننا على الجمال الكامن في الوجود، ويجعلنا أكثر قدرة على بناء مجتمع متماسك قائم على الثقة والأمل، ويؤكد أن تجربتنا للواقع تبنى داخليا عبر عمليات إدراكية قبل أن تكون انعكاسا للعالم الخارجي.




