عاجل

ما هي علامات قبول الأعمال الصالحة عند الله؟.. دار الإفتاء توضح

قبول الأعمال الصالحة
قبول الأعمال الصالحة

يتساءل الكثيرون عن الدلائل التي تشير إلى قبول الأعمال الصالحة، إذ يعد هذا الأمر من القضايا الجوهرية التي تهم المسلمين في سعيهم لنيل رضا الله. وتشير النصوص الشرعية إلى عدة علامات يمكن أن يستدل بها العبد على قبول عمله، أبرزها الإخلاص لله والاستمرار في الطاعة

الإخلاص والعمل وفق السنة

أهم شرط لقبول العمل هو الإخلاص لله تعالى، فلا يُبتغى به رياء أو سمعة، حيث قال الله في كتابه الكريم: “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” (المائدة: 27)، مما يدل على أن القبول مرتبط بصدق النية وصفاء القلب. كما أن اتباع سنة النبي ﷺ يعد شرطًا أساسيًا، فلا يُقبل العمل إلا إذا كان موافقًا لهدي النبي، لقول الرسول ﷺ: “من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد” (رواه مسلم).

المداومة على الطاعات

من علامات القبول أن يجد الإنسان نفسه مستمرًا على فعل الخير، فالثبات على الطاعة يدل على أن الله بارك العمل وجعل العبد محبًا للطاعة. وقد جاء في الحديث الشريف: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل” (رواه البخاري ومسلم)، مما يشير إلى أن استمرار الطاعة علامة خير.

التواضع والخوف من عدم القبول

المؤمن الذي قُبل عمله لا يشعر بالغرور أو العُجب، بل يظل خائفًا من ألا يكون قد أدى العمل كما يجب. وكان الصحابة رغم أعمالهم العظيمة يخشون عدم القبول، ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يقول: “لو نادى منادٍ يوم القيامة: ليدخل الناس الجنة جميعًا إلا واحدًا، لظننت أني أنا هو”.

التغيير الإيجابي في السلوك

عندما يُقبل العمل الصالح، تظهر آثاره على القلب والسلوك، فيزداد الإنسان قربًا من الله، ويبتعد عن المعاصي. فإذا لاحظ العبد أنه أصبح أكثر تواضعًا، وأقل ميلًا إلى الذنوب، وأحبّ فعل الخير، فهذا دليل على أن عمله قد أثّر في قلبه، وهو من علامات القبول.

كراهية العودة إلى الذنوب بعد التوبة

التوبة النصوح من الذنوب تُقبل بإذن الله، لكن من دلائل صدق التوبة أن يكره العبد المعصية ولا يعود إليها، قال تعالى: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا… إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ” (الفرقان: 68-70).

الدعاء بالقبول وكثرة الاستغفار

من صفات العبد المؤمن أنه لا يعتمد على عمله فقط، بل يسأل الله دائمًا القبول، كما كان يفعل الأنبياء والصالحون، حيث دعا نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بعد بنائهما الكعبة قائلين: “رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (البقرة: 127).

حسن الخاتمة

من أعظم علامات قبول الأعمال الصالحة أن يوفق الله العبد إلى حسن الخاتمة، فيقبضه وهو على طاعة، أو يوفقه للتوبة قبل وفاته، حيث قال النبي ﷺ: “إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله”، قيل: كيف يستعمله؟ قال: “يوفقه لعمل صالح قبل موته” (رواه أحمد والترمذي)

تم نسخ الرابط