حكم زيارة أضرحة آل البيت ومقامات الصالحين.. دار الإفتاء توضح

تعد زيارة الأضرحة والمقامات واحدة من القضايا التي أثارت جدلا في العديد من المجتمعات الإسلامية، خاصة تلك المتعلقة بزيارة أضرحة آل البيت ومقامات الصالحين. وقد تناول الفقهاء هذه المسألة في العديد من كتبهم، حيث تختلف الآراء حولها بين المجيزين والمانعين.

رأي العلماء في زيارة الأضرحة والمقامات:

يُشير معظم العلماء إلى أن زيارة قبور الصالحين وأضرحة آل البيت ليست مُحرمة في حد ذاتها، بشرط أن تكون الزيارة بهدف الدعاء لهم والترحم عليهم، وليس للتوسل بهم أو الاعتقاد بأنهم يملكون شيئًا من القدرة على الشفاء أو تغيير الأقدار.

الأدلة من القرآن والسنة:

• القرآن الكريم: لم يذكر القرآن الكريم زيارة القبور بشكل صريح في سياق الأضرحة أو المقامات، ولكن جاءت عدة آيات تدل على أهمية التذكير بالموت وتعلم الدروس من أهل القبور. قال تعالى: “فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي الْقُبُورِ” (فاطر: 22).
• السنة النبوية: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور قبور المسلمين، حيث روى الصحابي عبد الله بن عباس أنه قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور قبر أمه، وقال: “إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكِ شَيْئًا” (رواه مسلم).

الرأي الفقهي:

• الشافعية: لا يمنعون زيارة الأضرحة والمقامات، بل يرون أنها مستحبة بشرط أن تكون بهدف الترحم والدعاء.
• المالكية: يرون أن زيارة القبور بشكل عام، وخاصة لأهل البيت والصالحين، من السنن المستحبة التي تقرب المسلم من الله، بشرط تجنب البدع والاعتقادات الخاطئة مثل التوسل بأصحاب الأضرحة.
• الحنابلة: يرون أيضًا جواز زيارة القبور، ولكن يشددون على تجنب التوسل بالأموات أو اعتقاد وجود قدرات خاصة لهم.

رأي دار الإفتاء:

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى أكدت فيها أن زيارة أضرحة آل البيت ومقامات الصالحين جائزة ولا شيء فيها من الناحية الشرعية، ولكن يجب على الزائر أن يلتزم بأداب الزيارة الصحيحة، التي تتضمن الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، دون اللجوء إلى الاعتقادات الخاطئة مثل التوسل بهم أو طلب الشفاء منهم.
ويستدل بذلك أن:

زيارة أضرحة آل البيت ومقامات الصالحين ليست محظورة شرعًا في الإسلام إذا كانت بقصد الترحم والدعاء، بشرط أن يتجنب الزائر أي ممارسات خاطئة أو بدع، مثل التوسل بالأموات أو الاعتقاد بقدرتهم على تغيير الأقدار. من المهم أن تظل الزيارة في إطار التقدير والاحترام للميت دون تحويلها إلى عبادة أو شفاعة غير مشروعة