مكروهة لهذا السبب.. دار الإفتاء توضح حكم صلاة المنفرد أثناء قيام الجماعة
 
                            أكدت دار الإفتاء أن صلاة المسلم منفردًا في المسجد أثناء قيام جماعة الصلاة صحيحة شرعًا وتجزئه، إلا أنه يكون قد أساء بفعله هذا، لما في ذلك من مخالفة لمقصود الشريعة الإسلامية من صلاة الجماعة التي تهدف إلى وحدة الصف والاجتماع على العبادة. وأوضحت الدار أن هذا الحكم مشروط بعدم وجود عذر يمنع المصلي من الالتحاق بالجماعة.
صلاة المسلم منفردًا في المسجد
وأشارت دار الإفتاء إلى أن صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، وهي من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما فيها من فضل عظيم وثواب جزيل، مستشهدة بحديث النبي الكريم: «صلاةُ الجماعةِ تَفْضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرينَ درجةً»، وهو ما يدل على عظم مكانتها وفضلها عند الله تعالى.
وبيَّنت الدار أن من المقرر شرعًا أن الأصل فيمن دخل المسجد والجماعة قائمة أن يلتحق بها على أي حال، لأن مقصود الشرع الشريف من الجماعة هو اجتماع القلوب واتحاد المسلمين في العبادة، وإظهار روح التعاون والتراحم بينهم. أما الانفراد بالصلاة في وقت الجماعة دون عذر فيُعدّ مخالفة لهذا المقصود، ويُفوّت على صاحبه خيرًا كثيرًا.
واستعرضت دار الإفتاء آراء الفقهاء في هذه المسألة، موضحة أن جمهور العلماء من المذاهب الأربعة يرون صحة صلاة المنفرد مع الكراهة، حيث قال العلامة ابن عابدين من فقهاء الحنفية إن صلاة المنفرد صحيحة لكنها مكروهة تحريمًا أو قريبة من التحريم، بينما نص المالكية – كما ذكر أبو الوليد الباجي والحطاب والزرقاني – على أن من صلى فذًّا في المسجد أثناء الجماعة فقد أساء وتجزئه صلاته. أما الشافعية والحنابلة فذهبوا إلى أن الانفراد في وقت الجماعة مكروه، مع صحة الصلاة وإجزائها عن الفريضة.
وأوضحت الدار أن الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة تكمن في تقوية الروابط بين المسلمين، وتأكيد روح الوحدة بينهم، وإظهار المساواة والتعاون، فضلًا عن أنها سبب لزيادة الأجر ورفع الدرجات، حيث إن صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، كما ورد في الصحيحين.
واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن المسلم ينبغي أن يحرص على أداء الصلاة في جماعة، وأن لا يتهاون في فضلها، فإن اضطر أو كان له عذرٌ حال بينه وبين الالتحاق بها فصلاته صحيحة، أما من صلى منفردًا دون عذرٍ فقد أساء بفعله وإن كانت صلاته مجزئة، لأنه خالف مقصود الشريعة من الاجتماع والوحدة في العبادة.
 
                





 
                            
                            
                            
                           