عاجل

هل سماع الأذان شرط لحضور صلاة الجماعة؟.. الإفتاء توضح

صلاة الجماعة
صلاة الجماعة

ورد سؤال إلى دار الإفتاء من مجموعة من المصريين المقيمين في دولة اليونان، أفادوا بأنهم أسسوا مسجدًا تقام فيه الشعائر الإسلامية، لكن القوانين المحلية تمنعهم من رفع الأذان عبر مكبرات الصوت، ما جعل بعض الشباب يفتي بعدم وجوب الذهاب للمسجد ما داموا لا يسمعون الأذان.

هل سماع الأذان شرط لحضور صلاة الجماعة؟

من جانبها أكدت دار الإفتاء أن سماع الأذان ليس شرطًا لصحة أداء صلاة الجماعة في المسجد، مشيرة إلى أن العبرة في وجوب صلاة الجماعة هي العلم بدخول وقت الصلاة، سواء سمع المسلم الأذان أم علم بدخول الوقت بوسائل أخرى كالساعات أو التقويمات أو التطبيقات الإلكترونية.

وأوضحت دار الإفتاء أن الأذان شُرع للإعلام بدخول وقت الصلاة، وهو شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام لا يجوز تركها داخل المسجد، حتى ولو لم يُرفع عبر مكبرات الصوت، لافتة إلى أن المقصود من الأذان هو تحقيق إعلام المسلمين بوقت الصلاة، وليس مجرد سماعه بالأذن.

وأضافت الدار أن عدم سماع الأذان لا يسقط فضل صلاة الجماعة ولا يبرر تركها، لأن وسائل معرفة الوقت اليوم متاحة ومتطورة، ومنها الهواتف والتقويمات المعتمدة والمواقع الإلكترونية التي تحدد بدقة مواعيد الصلاة في كل بلد.

وفي سياق متصل، أشارت دار الإفتاء إلى أن الحديث النبوي الذي استند إليه من أفتى بعدم وجوب الحضور للمسجد –وهو حديث الأعمى الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «هل تسمع النداء؟ قال: نعم، قال: فأجب»– لا يدل على اشتراط سماع الأذان بنفسه، بل على وجوب السعي إلى صلاة الجماعة متى عُلم وقتها.
 

وبيّنت الدار أن الأذان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الوسيلة الوحيدة للإعلام بوقت الصلاة، بينما اليوم تعددت الوسائل، فيتحقق المقصود بأي منها.

وشددت الدار على أن الحديث لا يُفهم منه منع الذهاب للمسجد عند عدم سماع الأذان، لأن العلة هي العلم بدخول الوقت، لا السماع الفعلي للصوت، مؤكدة أن الإسلام دين يسرٍ وواقعيةٍ، وأن التكليف مرتبط بالاستطاعة والعلم لا بالظروف المادية أو الصوتية.

ودعت دار الإفتاء جميع المسلمين المقيمين خارج البلاد الإسلامية إلى الحرص على إقامة الشعائر والمحافظة على صلاة الجماعة قدر استطاعتهم، لما لها من فضل عظيم في الدنيا والآخرة، فهي تجمع القلوب وتؤلف بين المسلمين وتقوّي روابط الأخوة الإيمانية، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجة».

كما حذّرت الدار من الفتوى بغير علم أو اختصاص، لما يترتب على ذلك من اضطراب الأحكام وتشويش الناس في عباداتهم، مشددة على أن إصدار الأحكام الشرعية لا يجوز إلا للمتخصصين في علوم الشريعة المؤهلين لذلك.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن من علم بدخول وقت الصلاة بأي وسيلة معتبرة، سواء سمع الأذان أو لم يسمعه، فإنه مدعو شرعًا إلى حضور الجماعة في المسجد، لأن الأذان وسيلة لا غاية، والمقصود هو إقامة الصلاة في وقتها وإحياء شعيرة الجماعة التي تُظهر وحدة المسلمين وتعظيمهم لأمر الله.

تم نسخ الرابط