عاجل

من شائعة إلى جلسة صلح.. القصة الكاملة لأنهاء فتنة قرية الجُلف بالمنيا

الجلسة العرفية في
الجلسة العرفية في محافظة المنيا

تحولت شائعة عابرة على "فيسبوك"، إلى شرارة أشعلت فتنة بين جيران عاشوا لعقود في سلام، في ليلة مشحونة بالخوف والتوتر، بـ قرية الجُلف التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، كانت الأحاديث تنتشر كالنار في الهشيم عن علاقة مزعومة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة في السادسة عشرة من عمرها، لتتحول القرية الهادئة إلى ساحة غليان لم تهدأ إلا بتدخل الأمن وجلسة صلح أنهت الأزمة.

شائعة تشعل القرية

مع تداول منشورات وفيديوهات عبر مواقع التواصل، تزايدت الأقاويل عن اختفاء الفتاة وتهريبها داخل " تابوت"، لتشتعل مشاعر الغضب بين بعض شباب القري، دقائق قليلة كانت كافية لتتحول الشائعة إلى فوضى، حيث رُشق عدد من منازل الأقباط بالحجارة والطوب، وتعرضت بعض الزراعات للحرق، قبل أن تتدخل قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب لفرض كردون حول القرية والسيطرة على الموقف.

تحقيقات رجال الأمن 

وأكدت مصادر أمنية، أن أجهزة الأمن ألقت القبض على عدد من الشباب المتورطين في التحريض والاعتداء، إلى جانب التحفظ على الشاب القبطي المتهم لحمايته من أي اعتداء محتمل، بينما جرى التحقيق في منشورات التحريض التي انتشرت على "فيسبوك"، وضُبط أصحابها.

جلسة عرفية تنهي الأزمة

اجتمع المئات من أهالي القرية داخل مقر العمدية، وفي مساء اليوم نفسه، بجلسة عرفية موسعة حضرها ممثلون عن الأمن والعمد والمشايخ، انتهت بإبرام اتفاق صلح بين الطرفين، تضمّن الاعتذار المتبادل، وتغريم جدّ الشاب القبطي مليون جنيه، وفرض شرط جزائي بقيمة مليوني جنيه على من يخل بالاتفاق، مع التأكيد على احترام سلطة القضاء.

عودة الهدوء وانتقادات سياسية

عادت القرية إلى هدوئها تدريجيًا، مع توقيع الصلح، وخرج الأهالي في مسيرات بالزغاريد احتفالًا بانتهاء الأزمة، لكنّ المشهد لم يخلُ من الجدل، إذ أدان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ما حدث، معتبرًا اللجوء للجلسات العرفية "تجاوزًا للقانون" وداعيًا لفتح تحقيق رسمي ومحاسبة المسؤولين.

كما أسدل الستار على "فتنة الجُلف"، التي بدأت بشائعة افتراضية وانتهت بجلسة عرفية، تاركةً وراءها تساؤلات مؤلمة حول حدود السلم الأهلي في قرى الصعيد.

تم نسخ الرابط