التكبير في أيام العيد.. حكمه وأول من عرفه قبل بعثة النبي محمد

التكبير في العيد من السنن العظيمة التي يحرص المسلمون عليها من غروب شمس آخر يوم من رمضان، وحتى آخر وقت من أيام العيدين الفطر والأضحى، لكن من هو أول من عرفه وما حكم ترديده؟
التكبير في أيام العيد
روي أنَّ أوّل من كبّر هو الخليل إبراهيم عليه السلام؛ حينما أُمر بذبح ولده وفلذة كبده إسماعيل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وسارع الأبُ والابن لتنفيذ أمر الله عز وجل الصادر إلى الخليل إبراهيم في رؤياه التي رآها، وقال لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ [الصافات: 102]؛ فأجابه الابنُ قائلًا: ﴿قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ ٱللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ [الصافات: 102].
وأخذ سيدنا إبراهيم ولده؛ لينفذ فيه أمر الله: ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: 103]، وأهوى بالسكين على رقبته ليذبحه فضجت ملائكة السماء بالتضرع إلى الله أن يرحمَ الشيخ الكبير والولد المسكين؛ فنزل جبريل الأمين بأمر الله تعالى بالفداء، ونودي الخليل: ﴿يَاإِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [الصافات: 104-105]؛ فينطق كبش الفداء بأمر الله قائلا الله أكبر، ويفرح الخليل برحمة الله به فيقول: الله أكبر، ويحمد إسماعيل ربه الذي منَّ عليه بالفداء فيقول: الله أكبر ولله الحمد، وصار التكبير من شعائر الإسلام في العيدين؛ لأن الله أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين معه باتباع ملة إبراهيم في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
من الروايات التي رُويت أيضا عن التكبير في صلاة العيدين أنَّ أوّل مَن كبَّر هو الخليل إبراهيم عليه السلام؛ فصار التكبير من شعائر الإسلام في العيدين؛ وجُعِل التكبير من مميزات العيد؛ إحياءً لسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتكبير حينما يصدر من قلب مسلم خالص لله يكون له حلاوة يحسّ بها من يكبر الله، فيترنّم بالتكبير الذي ينبع من قلبه إحساسًا بعظمة الخالق سبحانه وبجلال المناسبة، فيكون الرّتم أو اللحن عند الأداء عفويًّا أساسه الإخلاص في الذكر والعبادة والحب الصادق.
آخر وقتٍ للتكبير في عيد الفطر
يبدأ التكبير مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، أي بمجرد الإعلان عن رؤية هلال شهر شوال، وتستمر حتى موعد إقامة صلاة العيد. وقالت الإفتاء إنه يستحب للمسلمين الجهر بالتكبير في البيوت والطرقات والمساجد والأسواق، تعظيمًا لهذا اليوم المبارك وإظهارًا للفرحة بقدومه.
صيغة تكبيرات عيد الفطر
اعتاد المصريون على ترديد صيغة تكبيرات المشهورة عن الإمام الشافعي وهي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا. لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا."