هل يجوز للحائض حضور صلاة العيد؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل

مع اقتراب صلاة العيد، يكثر التساؤل حول العديد من الأحكام الفقهية المتعلقة بهذه المناسبة الدينية، ومن أبرزها حكم حضور الحائض لصلاة العيد.
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية تجيز للمرأة الحائض حضور صلاة العيد، ولكن مع مراعاة بعض الضوابط الشرعية التي تحفظ لها حقها في المشاركة دون الإخلال بأحكام الطهارة.
استناد شرعي من السنة النبوية
أكدت دار الإفتاء أن هذا الحكم مستند إلى السنة النبوية، حيث ورد في حديث أم عطية رضي الله عنها: “أُمرنا أن نخرج في العيد، حتى نُخرج العواتق والحيّض، فيشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى” (رواه البخاري ومسلم). ويدل هذا الحديث على أن النساء الحُيَّض كنّ يُشجَّعن على الخروج يوم العيد لحضور تجمع المسلمين، والاستفادة من خطبة العيد، لكن دون المشاركة في أداء الصلاة نفسها.
حضور الخطبة دون المشاركة في الصلاة
أوضحت دار الإفتاء أن المرأة الحائض يُسمح لها بالجلوس في ساحة المصلى أو في مكان مخصص لغير المصلين، حيث يمكنها الاستماع إلى الخطبة والاستفادة من الأجواء الروحانية والاجتماعية للعيد، ولكن لا يجوز لها أداء الصلاة، التزامًا بالأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة. كما شددت الفتوى على أن وجود المرأة الحائض في المصلى يجب أن يكون بطريقة تحفظ لها خصوصيتها، مع الالتزام بالآداب الإسلامية.
أهمية مشاركة الجميع في فرحة العيد
أشارت الفتوى إلى أن الإسلام يدعو إلى إشراك جميع فئات المجتمع في أجواء الفرح والاحتفال بالعيد، بمن فيهم النساء الحُيَّض، حيث يُعد العيد مناسبة دينية واجتماعية مهمة تساهم في تعزيز روح الأخوة والتكافل بين المسلمين. ولهذا، فإن حضور النساء الحُيَّض لمكان صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة يُعد أمرًا مشروعًا ومحببًا، خاصة أنه يمنحهن فرصة للاستفادة من الموعظة الدينية، ويجعلهن جزءًا من الاحتفال بهذه المناسبة المباركة.
التزام الضوابط الشرعية
أكدت دار الإفتاء أن خروج المرأة لحضور صلاة العيد يجب أن يكون وفقًا للضوابط الشرعية، مثل الالتزام باللباس المحتشم، وعدم التبرج أو استخدام العطور بشكل مبالغ فيه، إضافة إلى مراعاة آداب الجلوس في المصلى وعدم التواجد في صفوف المصلين، وذلك حتى لا يتم الإخلال بأحكام الطهارة والصلاة