محلل سياسي: التصعيد الأخير في بيروت يستهدف إضعاف محور المقاومة وفرض التطبيع

أشار المحلل السياسي اللبناني علي يحيى، تحليلاً شاملاً خلال اتصال هاتفي مع قناة "إكسترا نيوز" كشف فيه عن الأبعاد الاستراتيجية لهذه التصعيدات ودور اللاعبين الإقليميين والدوليين في إدارة الأزمة، في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي شهدته ضاحية بيروت والذي يمثل أول انتهاك جوي مباشر للعاصمة اللبنانية منذ إعلان وقف إطلاق النار.
وأوضح يحيي، أن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على بيروت يأتي ضمن سلسلة انتهاكات متواصلة منذ أشهر رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن هذه الاعتداءات أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء وتدمير بُنى تحتية مدنية وعسكرية مما دفع الحكومة اللبنانية إلى رفع صوتها عالياً مدعومةً بموقف فرنسي واضح عَبرعنه الرئيس الفرنسي"إيمانويل ماكرون" الذي حمّل إسرائيل مسؤولية خرق الهدوء.
ولفت إلى أن الضغوط الفرنسية رغم إيجابيتها، لم تنجح حتى الآن في وقف العدوان الإسرائيلي تماماً بل خفّضت من حدّته فقط ، وأكد أن فرنسا بعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف اللبنانية بما فيها "حزب الله" تمتلك مصداقية أكبر من الولايات المتحدة التي تتخذ موقفاً منحازاً بشكل صارخ ضد المقاومة.
التطبيع والهندسة الإقليمية
وتابع: إلى ماذا تهدف إسرائيل من هذا التصعيد؟ مجيباً بأن الأمر يتجاوز مجرد استنزاف قدرات حزب الله، بل هو جزء من مشروع أكبر لـ"الهندسة الإقليمية" وهو مشروع يهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية الإسرائيلية فحكومة "بنيامين نتنياهو"، تحاول استغلال التحولات الجيوسياسية الحالية خاصة في سوريا لفرض واقع جديد في لبنان عبر مزيج من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية.
وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى:
- إضعاف محور المقاومة عبر تقليص دور حزب الله وحلفائه.
- دفع لبنان نحو التطبيع مستغلةً الأزمات الاقتصادية الخانقة.
- تنفيذ "مشروع خط داود" في سوريا والذي يهدف إلى إقامة تحالفات مع قوى محلية تمهد لتدخل إسرائيلي أوسع.
وكشف أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان هو جزء من معركة إقليمية أوسع تُدار من عدة جبهات، ورغم أن لبنان يمتلك بعض الأوراق للرد، إلا أن موقفه يبقى هشاً في ظل الانقسامات الداخلية قائلًا: "رغم ضعف الدولة اللبنانية ألا أن الرئيس "ميشال عون" يمتلك أوراقاً مهمة، أبرزها: الدعم الدولي والإقليمي خاصة عبر اللجنة الخماسية التي تضم فرنسا وممثلين عن الأمم المتحدة".
تصعيد أم تهدئة
توقع يحيى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، مع احتمالين رئيسيين:
- تصعيد عسكري واسع إذا استمرت إسرائيل في انتهاكاتها، خاصة مع عودة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف "نجيب ميقاتي" الذي قد تواجه حكومته ضغوطاً أمريكية مكثفة للتطبيع.
- تدخل مصري أو عربي لاحتواء الأزمة حيث أشار إلى أن الدول العربية خاصة مصر، تدرك مخاطر المشروع الإسرائيلي ويمكن أن تلعب دوراً وسيطاً رئيسياً.
واختتم يحيى حديثه بالتركيزعلى الدور المصري، معتبراً أن القاهرة هي الأقدر على لعب دور وسيط بسبب نفوذها الإقليمي وعلاقاتها المتوازنة، ودعا إلى تدخل مصري أكبر ليس فقط في لبنان بل أيضاً في سوريا حيث تتزايد التهديدات بموجة عنف جديدة خلال عيد الفطر.