تحت القذف الإسرائيلي.. جنازة نصر الله وصفي الدين في بيروت..رسائل سياسية وأمنية

شهد جنوب لبنان، صباح اليوم الأحد، إطلاق صواريخ وقصفًا إسرائيليًا، كما حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق العاصمة بيروت، وذلك بالتزامن مع مراسم تشييع قائد حزب الله حسن نصر الله، وخلفه المتوقع هاشم صفي الدين، حيث جرت المراسم وسط حشد هائل من المشاركين وسط أجواء مشحونة بالتوترات السياسية والأمنية.
التحليق الإسرائيلي والهجوم الصاروخي
وقد حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق بيروت وضواحيها على ارتفاع منخفض، وذلك بعد بدء مراسم الجنازة، وذكرت الوكالة اللبنانية الرسمية، أن إسرائيل استهدفت أيضًا مناطق جنوب وشرق لبنان في وقت مبكر من صباح اليوم بهجمات صاروخية.
وفي هذه الأثناء، رد أحد المتحدثين في مراسم الجنازة قائلاً: "صوت طائراتكم لن يخيفنا"، في وقت كانت الحشود تُردد هتافات "الموت لإسرائيل".
ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الغارات الجوية جاءت في إطار إرسال رسالة واضحة لكل من يهدد بتدمير إسرائيل.
التشييع والرسائل السياسية
وتجمع حشد ضخم من المؤيدين والمناصرين لحزب الله في استاد كميل شمعون الرياضي جنوب بيروت، وعبرت هذه الحشود عن حماسها البالغة، حيث تخللت المراسم ترانيم، دموع، ودعوات، تحت صور ضخمة لحسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي.
وتجولت شاحنة تحمل تابوتي حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في محيط "مدينة الرياضة" في بيروت، حيث تجمّع الآلاف من المواطنين الذين جاءوا من سهل البقاع والجنوب والمناطق الشيعية في بيروت في الأيام الأخيرة.
كما أرسل العديد من الدول وفودًا للمشاركة في الجنازة، بما في ذلك إيران التي كانت ممثلة برئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية، عباس عراقجي، وشارك أيضًا ممثلون عن فصائل عراقية موالية لإيران وحلفاء آخرين لحزب الله.
وخلال كلمة بثت مباشرة، قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم:" حسن نصر الله يبقى حيًا فينا وسنظل مخلصين للرسالة التي تركها لنا، وسنستمر في هذا الطريق".
وأكد قاسم أن المقاومة ضد إسرائيل لم تنتهِ بل ستستمر، محذرًا الولايات المتحدة بقوله: "لن نقبل أن يسيطر الطاغية الأمريكي على لبنان".
وفي رسالة موجهة في بداية المراسم، شدد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنائي، على استمرار المقاومة ضد إسرائيل، بينما مثل رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الرئيس اللبناني ميشال عون في مراسم التشييع.
إجراءات أمنية مشددة
بعد انتهاء المراسم، تم تنظيم موكب جنائزي يمتد لثلاثة كيلومترات حتى موقع الدفن، وتم فرض إجراءات أمنية مشددة خلال كل مراحل المراسم، حيث تم نشر نحو 4000 جندي شرطي لبناني و25000 عنصر من حزب الله لضمان الأمن، ويعتبر هذا الحدث بمثابة فرصة لحزب الله لإظهار قوته وإصراره على المقاومة، رغم فقدانه لبعض قياداته، حيث سعت الحركة إلى إظهار قدرتها على حشد دعم كبير وواسع.
وتشكل هذه المراسم لحسن نصر الله وهاشم صفي الدين نقطة تحول مهمة في الصراع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، حيث تأتي في وقت حساس يعكس تزايد التوترات في المنطقة، ورغم الخسائر التي تكبدها الحزب، فقد أظهرت الحشود الكبيرة في بيروت أن المقاومة ضد إسرائيل لا تزال حية في وجدان أنصار حزب الله، وأن الحركة على استعداد لمواصلة نضالها في ظل الظروف الراهنة.