عاجل

معنى «سيماهم في وجوههم من أثر السجود».. نور إلهي أم علامة جسدية؟

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

تعدّ آية “سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ” (الفتح: 29) من الآيات التي أثارت تساؤلات حول المقصود منها، وهل تشير إلى علامة جسدية تظهر على جبين الساجد، أم أنها تحمل معنى أعمق يتعلق بالروحانية والإيمان.

وقد أكد الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن تفسير قوله تعالى: “سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ” (سورة الفتح: 29)، لا يقتصر على العلامة الجسدية المعروفة بـ”زبيبة الصلاة”، بل يشير إلى نور إلهي يمنحه الله لعباده الساجدين.

المقصود بـ”سيماهم في وجوههم”

أوضح خالد الجندي، خلال حديثه من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة " dmc “ ، أن بعض الناس يعتقدون أن هذه الآية تشير فقط إلى ظهور أثر السجود على الجبين، إلا أن المعنى الحقيقي أوسع من ذلك بكثير. وأضاف: “لو كان الأثر الجسدي هو المقصود فقط، فهل يمكن أن يكون هناك تمييز بين المصلين؟ هل من العدل أن يظهر هذا الأثر على جبين شخص ولا يظهر على آخر رغم أنهما يحرصان على الصلاة بنفس القدر؟”.

وأشار إلى أن العلامة المذكورة في الآية هي انعكاس لنور إيماني يشع من وجوه الساجدين، وليس مجرد أثر فيزيائي، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: “إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء”، مما يدل على أن العلامات النورانية هي تكريم من الله لعباده الصالحين.

زبيبة الصلاة ليست معيارًا

وتابع الجندي حديثه مشيرًا إلى أن كثيرًا من النساء يسجدن أكثر من الرجال، ومع ذلك لا يظهر لديهن هذا الأثر الجسدي، لأنهن يسجدن على حجابهن أو ملابسهن، مما يدل على أن “زبيبة الصلاة” ليست معيارًا للحكم على التدين. وأضاف: “المهم ليس العلامة على الجبين، بل الإخلاص في العبادة، فالله ينظر إلى القلوب وليس إلى المظاهر”.

معنى السجود الحقيقي في الإسلام

أكد الشيخ خالد الجندي أن السجود في الإسلام ليس مجرد حركة جسدية، بل هو تعبير عن الخضوع لله والتواضع أمامه، وهو ما ينعكس على شخصية المؤمن في الدنيا والآخرة. وأشار إلى أن من يحرص على السجود بإخلاص، ينعكس ذلك على أخلاقه وسلوكه، ويمنحه الله نورًا يميزه بين الناس.


واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن العبرة ليست في الأثر الظاهري للسجود، وإنما في الأثر الروحي الذي ينعكس على الساجد من خلال التقوى والإخلاص في العبادة. وقال: “كلما زاد العبد قربًا من الله، زاده الله نورًا في وجهه وحياته، وهذا هو المعنى الحقيقي لقوله تعالى: “سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ””

تم نسخ الرابط