دعم إنساني وموقف شرعي.. حكم إخراج زكاة الفطر لأسر شهداء غزة

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يتساءل الكثير من المسلمين عن جواز توجيه زكاة الفطر لأسر شهداء غزة، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها جراء العدوان المستمر. وفي هذا السياق، يؤكد علماء الدين أن زكاة الفطر واجب شرعي على المسلمين، ولها مصارف محددة حددها القرآن الكريم، فهل يجوز تخصيصها لأسر الشهداء؟

مشروعية زكاة الفطر وأهدافها

زكاة الفطر فريضة على كل مسلم قادر، تُخرج قبل صلاة عيد الفطر، بهدف تطهير الصائم من اللغو والرفث، وإدخال الفرحة على الفقراء والمحتاجين. وقد ثبتت مشروعيتها بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين…” (رواه أبو داود).

ويحدد الفقهاء أن مقدارها صاعٌ من طعام، أي ما يعادل 2.5 إلى 3 كجم من غالب قوت البلد، أو ما يعادلها نقدًا في بعض المذاهب الفقهية، ليسهل على الفقراء الاستفادة منها حسب حاجتهم.

هل يجوز إعطاء زكاة الفطر لأسر شهداء غزة؟  

وأجمع علماء الدين على أن زكاة الفطر تُعطى للفقراء والمحتاجين، حيث قال تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ…" (التوبة: 60). وبالنظر إلى أوضاع أسر الشهداء في غزة، نجد أنهم من أكثر الفئات احتياجًا، إذ فقدوا معيلهم في ظل ظروف معيشية قاسية، ما يجعلهم مستحقين للزكاة دون خلاف.

ويؤكد العديد من الفقهاء أن تقديم زكاة الفطر لهم يحقق مقاصدها الشرعية في سدّ حاجة الفقراء وإغنائهم يوم العيد، وهو من أعمال البرّ التي يتضاعف أجرها خاصة في أوقات الأزمات والكوارث الإنسانية.

طرق إيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها في غزة

وفي ظل الحصار المفروض على القطاع، يمكن إيصال زكاة الفطر إلى الأسر المحتاجة من خلال المؤسسات الخيرية الموثوقة، التي تتولى توزيعها بشكل عادل. كما يمكن تقديمها بشكل مباشر عبرالتحويلات المالية المخصصة لهم، لضمان وصولها إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

رأي دار الإفتاء

وأفادت دار الإفتاء المصرية، بجواز توجيه زكاة الفطر إلى أسر شهداء غزة، نظرًا للظروف القاسية التي يمرون بها جراء الاعتداءات المستمرة. وأوضحت الدار أن هؤلاء الأسر يُعتبرون من الفئات المستحقة للزكاة، خاصةً أنهم فقدوا معيلهم ويعانون من أوضاع معيشية صعبة. وأكدت أن تقديم الزكاة لهم يحقق مقاصدها في سدّ حاجة المحتاجين وإدخال السرور عليهم في يوم العيد