«النمنم»: لا تراهنوا على الشرعية الدولية.. وما يجري بأوكرانيا خطر على المنطقة

أكد حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، أن أوروبا غير قادرة على حسم أي حرب، وهو ما أثبتته وقائع الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية تكشف هذا العجز بشكل أوضح.
السلام المطروح على أوكرانيا
وأوضح "النمنم" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، أن السلام المطروح على أوكرانيا في الوقت الراهن لا يعدو كونه استسلامًا كاملًا بشروط روسية لا يمكن القبول بها، لافتًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصرف من موقع المنتصر، ويطرح شروطًا تمس ليس فقط حدود أوكرانيا، بل وجودها ككيان مستقل، مع محاولات فرض اللغة والثقافة الروسية بصورة شاملة.
وأشار وزير الثقافة الأسبق، إلى أن ما يجري هو حرب استنزاف تُضحّى فيها بأوكرانيا، حيث لم تكن المساعدات الغربية كافية لتمكينها من تحقيق الانتصار، في الوقت الذي ركز فيه بوتين تهديداته على أوروبا بينما لم يوجّه نفس المستوى من التهديد إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعكس إدراكًا أوروبيًا لتأثير سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الرهان على الشرعية الدولية في المنطقة العربية لم يعد ممكنًا
وحذّر من أن الرهان على الشرعية الدولية في المنطقة العربية لم يعد ممكنًا، مستشهدًا بالأزمات الممتدة في السودان وليبيا وما يحيط بهما من نزاعات حدودية، مشددًا على أن التجارب المتتالية أثبتت محدودية فاعلية القانون الدولي، الأمر الذي يحتم على الدول العربية إعادة ترتيب أولوياتها في علاقاتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
واختتم النمنم حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في أوكرانيا ليس شأنًا بعيدًا، بل يمثل "خطرًا مباشرًا على المنطقة العربية بأكملها".
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، إن الحرب الروسية الأوكرانية تقترب بعد أيام من دخول نصفها الأخير في عامها الرابع، مؤكدًا أن الحديث عن الحياد العسكري لأوكرانيا، أي عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي أو أي تحالف عسكري آخر، يُعد مطلبًا روسيًا ثابتًا منذ اندلاع الأزمة.

وأضاف عبد الحليم قنديل، خلال لقاء مع الإعلامية نانسي نور في برنامج "ستوديو إكسترا" المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن هذا المطلب يمثل جزءًا من الاستراتيجية الروسية للضغط على كييف، ويمثل شرطًا أساسيًا لوقف العمليات العسكرية أو الدخول في أي مفاوضات سلام طويلة الأمد، ما يعكس الرغبة الروسية في حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة الشرقية من أوكرانيا.
الضمانات الأمنية الأوروبية
أوضح عبد الحليم قنديل أن ما طرحه الأوروبيون والأمريكيون على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمثل في منح أوكرانيا، أو ما تبقى من أراضيها غرب نهر الدنيبر الذي يقسم البلاد شمالًا وجنوبًا وصولًا إلى البحر الأسود، ضمانات أمنية محددة.