باحثة بالشأن الأمريكي: ترامب يسعى ليكون المنقذ السياسي للأزمة الأوكرانية |خاص

علقت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة في الشأن الأمريكي على اللقاءات المكثفة التي جرت مؤخرًا في البيت الأبيض، والتي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدد من القادة الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،
واعتبرت الدكتورة شيرين النجار في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن هذه التطورات تشكل منعطفًا دبلوماسيًا مهمًا قد يعيد رسم توازنات النزاع في أوكرانيا.
وقالت النجار إن المبادرة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعبّر عن رغبة واضحة في استعادة زمام المبادرة في الملف الأوكراني، مشيرة إلى أن طرح ترامب لفكرة عقد قمة ثلاثية تجمعه مع زيلينسكي وبوتين يرسل رسالة مفادها أن واشنطن تسعى لإنتاج حل سياسي شامل، لا يقتصر على وقف إطلاق النار بل يتجاوزه نحو تسوية طويلة الأمد".
وأضافت أن ترامب يسعى لأن يكون هو المنقذ السياسي لهذا النزاع، وأن ينسب إليه الفضل في إنهاء واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في أوروبا منذ عقود"، مشيرة إلى أن هذا التوجه يعكس ديناميكيات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية، مع تركيز واضح على التحرك الفردي خارج الأطر التقليدية مثل حلف الناتو.
الموقف الأوروبي
وفي تعليقها على الموقف الأوروبي، أوضحت النجار أن حضور شخصيات بارزة مثل ماكرون وستارمر وميرتس، إلى جانب الأمين العام للناتو، يدل على اهتمام أوروبي بتنسيق المواقف مع الولايات المتحدة، لكن التباينات لا تزال قائمة"، مضيفة أن هناك حذرًا أوروبيًا من مغبة تجاوزهم في النقاشات الجوهرية، خاصة ما يتعلق بمستقبل الأمن الأوروبي.
وأشارت النجار إلى أن الرئيس زيلينسكي جاء إلى واشنطن وهو يحمل هواجس مشروعة، موضحة أن القلق الأوكراني من أن تؤدي الضغوط الدولية إلى فرض تسوية غير عادلة، كان حاضرًا في تصريحاته التي شدد فيها على ضرورة الضمانات الأمنية، كما اعتبرت أن "حديث زيلينسكي عن مناقشة قضية الأراضي يُظهر إما تحولًا تكتيكيًا أو انفتاحًا مشروطًا على الحلول السياسية".
وفيما يخص دور حلف الناتو، أوضحت النجار أن تأكيد ترامب على أن الضمانات الأمنية يجب أن تكون خارج إطار الحلف ينسجم مع توجهاته السابقة تجاه الناتو، ويطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين واشنطن والحلف في ظل إدارة ترامب الثانية".

وأكدت أن حضور أمين عام الناتو في الاجتماع لا يخفي واقع أن الحلف أمام تحدٍ حقيقي في التكيف مع المتغيرات الأمريكية"
وختمت الدكتورة شيرين النجار تصريحها بالقول: "نحن أمام مشهد دبلوماسي معقد. اللقاءات في البيت الأبيض تحمل آمالًا بتحقيق اختراق، لكنها في الوقت ذاته تكشف حجم الفجوة بين الأطراف حول القضايا الجوهرية، حيث إن السلام قد يكون ممكنًا، لكن دون إجماع حقيقي حول أولوياته وشروطه، سيبقى مؤجلًا.