عبد الحليم قنديل يكشف مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية وفرص الحياد| فيديو

قال الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، إن الحرب الروسية الأوكرانية تقترب بعد أيام من دخول نصفها الأخير في عامها الرابع، مؤكدًا أن الحديث عن الحياد العسكري لأوكرانيا، أي عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي أو أي تحالف عسكري آخر، يُعد مطلبًا روسيًا ثابتًا منذ اندلاع الأزمة.
وأضاف عبد الحليم قنديل، خلال لقاء مع الإعلامية نانسي نور في برنامج "ستوديو إكسترا" المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن هذا المطلب يمثل جزءًا من الاستراتيجية الروسية للضغط على كييف، ويمثل شرطًا أساسيًا لوقف العمليات العسكرية أو الدخول في أي مفاوضات سلام طويلة الأمد، ما يعكس الرغبة الروسية في حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة الشرقية من أوكرانيا.
الضمانات الأمنية الأوروبية
أوضح عبد الحليم قنديل أن ما طرحه الأوروبيون والأمريكيون على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمثل في منح أوكرانيا، أو ما تبقى من أراضيها غرب نهر الدنيبر الذي يقسم البلاد شمالًا وجنوبًا وصولًا إلى البحر الأسود، ضمانات أمنية محددة.
وأشار قنديل إلى أن المقترح يقضي بخضوع شرق أوكرانيا للسيطرة الروسية، بينما يُترك الغرب تحت مسمى "أوكرانيا" مع ضمانات أمنية، لم تتضح طبيعتها بعد، سواء كانت على شكل نشر قوات أوروبية داخل الأراضي الغربية، أو مجرد تعهدات شفهية أو كتابية، مؤكدًا أن فاعلية هذه الضمانات في الحالة الأوكرانية ما زالت محل شك.
تجارب الضمانات السابقة
أضاف عبد الحليم قنديل أن تجربة الضمانات الأمنية ليست مبشرة في الحالة الأوكرانية، حيث تعود المشكلة إلى حقبة انفصال كييف عن الاتحاد السوفيتي، عندما كان على أوكرانيا التخلي عن ترسانتها النووية وضرورة ترسيم حدودها مع الدول المجاورة.
وأوضح أن مذكرة بودابست التي تم توقيعها عام 1992 تضمنت تعهدات أمريكية وأوروبية وروسية لضمان أمن أوكرانيا، لكن النتائج جاءت عكس ذلك، فقدت خلالها أوكرانيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، بينما تسيطر روسيا حاليًا على نحو 20% من إجمالي أراضي البلاد، ما يعكس هشاشة الضمانات الدولية وعدم جدواها على الأرض.
الضغوط الروسية على المفاوضات
أشار عبد الحليم قنديل إلى أن روسيا تستمر في فرض شروطها على طاولة المفاوضات، مستغلة التقدم الميداني في شرق البلاد، معتبراً أن موقف بوتين يعكس استراتيجية طويلة الأمد لضمان هيمنة موسكو على المناطق الشرقية من أوكرانيا، وتحويل أي اتفاق سلام محتمل إلى حل يحفظ مصالحها الجيوسياسية.
وأوضح أن الضمانات الغربية والأمريكية تواجه تحديات كبيرة، إذ يصعب تطبيقها على الأرض في ظل الوجود العسكري الروسي القوي، ما يجعل إمكانية تحقيق السلام الدائم أو حتى التهدئة الجزئية غير مؤكدة، ويضع أوكرانيا أمام خيارات صعبة بين السلام الجزئي أو استمرار النزاع.

تأثير النزاع على مستقبل
خلص عبد الحليم قنديل إلى أن استمرار الحرب لأكثر من ثلاثة أعوام، وفشل الضمانات السابقة، يعكس هشاشة الأمن الأوروبي في مواجهة التوسع الروسي، ويجعل أوكرانيا محكومة بالتوازن بين الضغط العسكري الروسي ومطالب الغرب للسلام.
واختتم قنديل بالتأكيد على أن أي تسوية مستقبلية لن تشمل استعادة الأراضي الشرقية بالكامل، بل ستقتصر على اتفاقيات جزئية تضمن فقط الحدود الغربية لأوكرانيا، مع استمرار رقابة دولية على تنفيذ أي ضمانات أمنية، في محاولة للحد من التدهور المستقبلي للأوضاع في المنطقة.