«أوهام إسرائيل الكبرى».. أسامة محمود يكشف مخاطر مشروع نتنياهو التوسعي | فيديو

كشف اللواء أركان حرب أسامة محمود، عن خطورة مشروع نتنياهو التوسعي وأوهام إسرائيل الكبرى، مشيرًا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول أراضي الأردن ومصر وأحلام "النيل إلى الفرات" ليست جديدة، لكنها تحمل أبعادًا تاريخية وسياسية يمكن أن تؤثر على الأمن الإقليمي.
تصورات نتنياهو الروحانية
وأشار أسامة محمود، خلال حوار خاص مع برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور الفضائية، إلى أن نتنياهو يعتبر مشروعه "مهمة روحانية وتاريخية"، تهدف لإقامة ما يسميه إسرائيل الكبرى، وأن هذه التصريحات ليست مجرد تصريحات عابرة، بل جزء من إرث فكري وتاريخي يمتد إلى القرن التاسع عشر، مع الإشارة إلى شخصية "جوبتانسكي" التي أسست الفيلق اليهودي العسكري وشاركت في حرب 1917، ما مهد لوعد بلفور ومنح الأرض للكيان الإسرائيلي.
وأكد أسامة محمود أن هذا المشروع التاريخي لم ينتهِ مع إعلان قيام الدولة عام 1948، بل استمر في شكل معتقدات دينية وتطلعات توسعية تشمل أجزاء من الأردن ومصر وحتى شمال السعودية ونصف سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن هذه الأوهام تتغذى على التطرف الديني لدى بعض التيارات داخل إسرائيل.
لماذا لا يجب تهويل المشروع؟
رغم خطورة هذه التصريحات، أوضح أسامة محمود أنه لا يجب تهويلها بشكل مفرط، مؤكدًا أن إسرائيل منذ قيامها لم تستطع العيش ككيان مستقر ومتفاعل مع جيرانه، وأن سياساتها غالبًا ما تكون انعزالية وغلباوية، تعتمد على القوة والضغط، وليس على التعاون البناء مع دول الجوار.
وأضاف أسامة محمود أن محاولة فهم المشروع الإسرائيلي من منظور ديني بحت تزيد من التخوف، لأن التفسيرات المتطرفة يمكن أن تدفع نحو العنجهيّة والتدمير، كما هو واضح في السياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، والتي شهدت تدميرًا واسعًا وعنفًا غير مسبوق.
التداعيات الإقليمية للمشروع
أوضح أسامة محمود أن المشروع التوسعي لنتنياهو يهدد استقرار المنطقة، لأنه يعتمد على فرض السيطرة على أراضٍ خارج الحدود المعترف بها دوليًا، ما يخلق توترات مستمرة مع الدول العربية المجاورة ويزيد من احتمالات الصراعات المستقبلية.
وأشار أسامة محمود إلى أن هذه التوجهات، بالرغم من أنها قد تبدو أحلامًا بعيدة المنال، إلا أنها تُشكل ضغطًا سياسيًا على الدول المجاورة وعلى المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حاسم ضد التوسع غير المشروع، لضمان الأمن الإقليمي واستقرار الشعوب.
دور التاريخ والخرافات
أكد أسامة محمود أن المشروع الإسرائيلي يعتمد على مزيج من التاريخ والخرافات الدينية، مستشهداً بمعتقدات سفر التكوين التي تعتبر الأرض وعدًا إلهيًا، وهو ما يستغلها بعض القادة الإسرائيليين لتبرير سياساتهم العدوانية.
وأشار أسامة محمود إلى أن مثل هذه المعتقدات الدينية المتطرفة تزيد من صعوبة الحلول السياسية، لأنها تحول أي نزاع إقليمي إلى صراع عقائدي، يجعل التفاوض والتسويات أكثر تعقيدًا ويطيل أمد الصراعات في المنطقة.

المخطط بعقلانية واستراتيجية
وختم أسامة محمود حديثه بالتأكيد على أن التعامل مع مشروع نتنياهو يحتاج إلى وعي واستراتيجية متوازنة، بعيدة عن التهويل المفرط أو الاستهانة، مع التركيز على ضبط التوسع الاستيطاني من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي، وتحريك المجتمع الدولي للحد من السياسات العدوانية، مع حماية المدنيين والحفاظ على الأمن الإقليمي.