زيارة لاريجاني إلى بيروت.. محلل سياسي يكشف أبرز الرسائل السياسية

أوضح محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي، أن زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وتحمل رسائل سياسية تتجاوز مجرد الشكل البروتوكولي.
موقف حزب الله من نزع السلاح
وأشار الرز خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الزيارة تسعى، من ناحية أولى، إلى الحصول على ضمانات بشأن موقف حزب الله، وتحديدًا في ما يتعلق بتجنب أي صدام داخلي محتمل في ظل التوتر القائم بين الحزب وحكومة نواف سلام، ومن ناحية ثانية، تعكس الزيارة تمسك طهران بموقفها الرافض لتسليم أو نزع سلاح حزب الله، وهو ما تعتبره جزءًا من معادلة النفوذ الإقليمي.
ونوه الرز إلى أن هذا الملف لا يُفصل عن السياق الأوسع الذي يمر به لبنان حاليًا، حيث تتصارع رؤى مختلفة حول مستقبل الدولة اللبنانية، فمن جهة، هناك توجه داخلي يسعى إلى الانتقال من دولة الفساد إلى دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية، وهي مرحلة انتقالية قد تشهد الكثير من التحديات، وربما الصدامات السياسية.
خطة "نزع السلاح"
وأضاف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن بشكل واضح أنه لن يسحب وزراء حركة أمل من الحكومة، في حين تتداول أوساط قريبة من حزب الله أنهم بانتظار نهاية الشهر، حيث من المرتقب أن يقدم الجيش اللبناني تصورًا متكاملاً بشأن خطة "نزع السلاح"، ليُبنى على أساسها القرار السياسي داخل الحزب.
وأكد الرز أن هناك تفاهمًا عامًا داخل المجتمع اللبناني بشأن ضرورة استعادة الدولة لهيبتها واحتكارها الشرعي للسلاح، باعتباره أحد أسس بناء دولة مدنية قائمة على القانون والمؤسسات، حيث يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات تحت سقف الوطن الواحد.
واختتم الرز بالقول إن مسألة حصر السلاح بيد الدولة ليست مطلبًا دوليًا فحسب، بل حق سيادي لبناني، يجب أن يكون جزءًا من مشروع وطني شامل لإصلاح الدولة وإنهاء حالة الانقسام والتفرد في القرار السيادي.
حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية
وحسبما ذكر تقرير عبر قناة القاهرة الإخبارية، فإن المطالب الأمريكية والإسرائيلية لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ونشر الجيش في الجنوب، تمثل أحد أبرز بنود الورقة الأمريكية المقترحة مؤخرًا، والتي أثارت جدلًا واسعًا داخل الحكومة.
وفي هذا السياق، أشار نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، إلى رفض الحزب القاطع لأي طرح يهدف إلى نزع سلاح المقاومة أو حصره بالدولة، معتبرًا أن هذا السلاح جزء لا يتجزأ من معادلة الردع في مواجهة إسرائيل، لا سيما في ظل استمرار الاعتداءات والخروقات الجنوبية.