أستاذ طب نفسي: التعلق المرضي بين الطفل ووالديه مؤشر لغياب الأمان | فيديو

حذر الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، من خطورة ما يُعرف بـ"التعلق المرضي" بين الطفل وأحد والديه، قائلاً إن هذا النمط من التعلق ليس علامة حب صحية كما يظن البعض، بل قد يكون مؤشرًا لغياب شعور الأمان لدى الطفل.
الاضطرابات الأسرية
وأوضح الدكتور المهدي، خلال حلقة برنامج"راحة نفسية"،المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن التعلق المفرط بالوالد أو الوالدة، والذي يظهر في صورة عدم قدرة الطفل على الابتعاد عنه أو الدخول في حالة من الهلع والفزع إذا غاب عن عينيه، يعكس قلقًا داخليًا وخوفًا مستمرًا من الفقد، نابعًا من بيئة قد تكون مليئة بالصراعات أو الاضطرابات الأسرية أو الغياب المتكرر لأحد الوالدين.
وقال المهدي: "ما نفرحش أوي إن الطفل متعلق بينا لدرجة إنه مش قادر يبعد، لأن ده معناه إنه مش حاسس بالأمان.. الطفل اللي بيبقى عنده أمان نفسي، بيقدر يروح وييجي ويتعامل مع الناس من غير ما يخاف أو يقلق من الفقد".
علاقة اعتمادية غير متوازنة
وأضاف أن الطفل في هذه الحالة يكون في علاقة اعتمادية غير متوازنة، تؤثر على استقلاله النفسي وعلى قدرته المستقبلية في إقامة علاقات اجتماعية صحية ومتنوعة، موضحًا أن هذه العلاقة اللزجة تجعل الطفل سلبيًا في تفاعله مع هذا الشخص "المحبوب"، حيث يفعل كل ما يطلبه منه خوفًا من أن يخسره.
أسباب انعدام الأمان
ونصح الدكتور المهدي الآباء بعدم الانجراف خلف مشاعر السعادة بمثل هذا التعلق، بل عليهم العمل على تخفيفه بالتدريج، مشيرًا إلى أهمية معالجة أسباب انعدام الأمان أولاً، مثل كثرة الخلافات المنزلية، أو الغياب المتكرر لأحد الوالدين، أو خوف الطفل من أن يفقد من يحب.
وتابع: "لازم نفطم الطفل نفسيًا، مش بس بدنيًا. يعني أسيبه مع الجدة أو الخالة أو أخوه الكبير شوية، وأروح شغلي أو مشواري. هيعيط؟ عادي.. مش لازم نرتعب، لأنه هيتعود، وهتبقى فرصة إنه يكون شبكة علاقات أوسع ويتحرر من الاعتمادية الزائدة".
وفي وقت سابق، كشف الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن التقلبات المزاجية لم تعد أمرًا عابرًا في حياة البعض، بل قد تصل إلى مراحل خطيرة تؤثر على حياة الإنسان واستقراره النفسي.