أنماط التعلق الأربعة وتأثيرها علي علاقاتك العاطفية.. تعرف علي النمط الخاص بك

في ظل سعي الكثيرين لفهم سلوكهم في العلاقات، أصبح مفهوم أنماط التعلق أداة نفسية شائعة بين الناس، تُستخدم هذه الأنماط لتفسير سلوكنا تجاه القرب والحميمية، وتلعب دورًا كبيرًا في كيفية فهمك لـ علاقاتك العاطفية.
ولنتعرف علي الأنماط الخاصة بنا من خلال التقرير الصادر عن شبكة "CNN”حيث تم تطوير نظرية التعلق في خمسينيات القرن الماضي بواسطة المحلل النفسي جون بولبي، وتوسعت فيها لاحقًا الباحثة ماري أينسورث، ثم في الثمانينيات، طبّقها الباحثان سيندي هازان وفيليب شيفر على العلاقات بين البالغين، ليكتشفا أنها تنطبق أيضًا على الحب الرومانسي، اليوم، أصبحت أنماط التعلق موضوعًا واسع الانتشار على وسائل التواصل، وتحديدًا على تيك توك، حيث تجاوز هاشتاج #attachmentstyle مليار مشاهدة.
التعلق الآمن: الراحة مع القرب
يُعتبر نمط التعلق الآمن هو الأكثر استقرارًا، يشعر الأشخاص الآمنون بالارتياح تجاه العلاقات القريبة، ويستطيعون التعبير عن احتياجاتهم بثقة، يصف الدكتور أمير ليفين، أستاذ الطب النفسي بجامعة كولومبيا، هؤلاء بأنهم يتمتعون بثقة في الشريك، ولا يخافون من الهجر، وهم غالبًا الأكثر سعادة في علاقاتهم.

التعلق القلق: الحاجة المستمرة للتأكيد
أما الأشخاص الذين يعانون من نمط التعلق القلق، فهم يتوقون للعاطفة لكنهم يخشون فقدانها، يميلون إلى القلق بشأن مدى حب الشريك لهم، وقد يلجؤون لسلوكيات احتجاجية كإثارة الغيرة أو التهديد بالانفصال، في دراسة شهيرة، وُجد أن حوالي 19% من المشاركين لديهم هذا النمط.

التعلق التجنبي: القرب يسبب القلق
في المقابل، يرى أصحاب التعلق التجنبي أن الحميمية تهديد لاستقلالهم، قد ينسحبون عندما تقترب العلاقة أكثر من اللازم، رغم أنهم يرغبون في الحب، يقول ليفين إن هذا لا يعني أنهم لا يحبون، بل إنهم فقط يتعاملون مع القرب بطريقة مختلفة، تشير الأبحاث إلى أن 25% من الناس يتبعون هذا النمط.

التعلق غير المنظم: الرغبة والخوف في آن
التعلق غير المنظم، أو ما يُعرف بالتجنب الخائف، هو مزيج من القلق والتجنب، يُظهر أصحابه رغبة في القرب، لكنهم يخشونه في الوقت ذاته، غالبًا ما تكون خلفيتهم مليئة بالصدمات أو التجارب المؤلمة، مما يجعل الثقة صعبة، تشير التقديرات إلى أن 3-5% من الأشخاص ينتمون إلى هذه الفئة.

فهم أنماط التعلق يحسّن علاقاتك
رغم بساطة الفكرة، فإن فهم أنماط التعلق يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في علاقاتك، سواء مع الشريك أو الأصدقاء أو العائلة، يشير ليفين إلى أن هذه الأنماط ليست جامدة بل متدرجة، وقد تتغير بمرور الوقت ومع نوع العلاقة، الأهم من ذلك، أن جميع الأنماط هي استجابات طبيعية، وليست دليلًا على خلل.
يُذكر أن الأشخاص القلقين أو المتجنبين ليسوا دائمًا "مشكلة" كما يظن البعض، بل يحمل كل نمط ميزاته، ومع الوقت، يمكن للناس أن يتحولوا تدريجيًا نحو التعلق الآمن، خاصة عندما يُحيطون أنفسهم بأشخاص داعمين.
نظرية أنماط التعلق ليست مجرد تصنيف نفسي، بل أداة فعّالة لفهم الذات والعلاقات، ورغم أنها ليست الحل النهائي، إلا أن معرفتها خطوة مهمة نحو علاقات صحية ومستقرة.