أحد أهالي قرية برخيل: الحرائق مشتعلة من شهرين والموضوع أكبر من «الجن»

أكد عطاي بهيج، مدرس لغة عربية وأحد أهالي قرية برخيل بمحافظة سوهاج، أن القرية تشهد حرائق متفرقة منذ أكثر من شهرين، مشيرًا إلى أن البعض يظن أن ما يحدث يرجع إلى الجن، إلا أن الواقع يؤكد أن المشكلة أعمق من ذلك.
الحرائق بدأت في وقت الظهيرة
وأوضح "بهيج"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن الحرائق بدأت في وقت الظهيرة، ما دفع البعض إلى ربطها بارتفاع درجات الحرارة، لكن الأمر تطوّر لاحقًا وأصبحت النيران تشتعل في أوقات مختلفة من اليوم، ليلًا ونهارًا، وعلى مدار الـ24 ساعة، ولم تعد تقتصر على فترة الظهيرة فقط.
وأضاف، أنه شاهد عيان على بداية المشكلة التي وقعت في المنطقة التي يسكن بها، لافتًا إلى أن قرية برخيل تُعد من أكبر قرى مركز البلينا من حيث المساحة وعدد السكان.
200 منزل في القرية احترق
وأشارعطاي بهيج، إلى أن أكثر من 200 منزل في القرية احترق، وتضرر العديد من المواطنين، معظمهم من الأسر الفقيرة، مؤكدًا وفاة أحد المواطنين متأثرًا بالحريق، بالإضافة إلى وقوع إصابات بين عدد من الشباب الذين حاولوا التصدي للنيران بشجاعة.
في وقت سابق، في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز التماسك المجتمعي وتقديم الدعم الدعوي والنفسي في الأوقات الاستثنائية، نفذت مديرية أوقاف سوهاج زيارة ميدانية إلى قرية برخيل التابعة لمركز البلينا جنوب المحافظة، التي شهدت مؤخرًا سلسلة من الحرائق الغامضة، تسببت في أضرار مادية بعدد من المنازل وأثارت قلقًا واسعًا بين الأهالي.
وترأس الوفد الدكتور محمد إسماعيل أبو سعدة، مدير المديرية، يرافقه عدد من قيادات الأوقاف، حيث تفقد الوفد عددًا من المساجد داخل القرية، واطلعوا على سير العمل الدعوي والتزام الأئمة والخطباء بأداء دورهم في التوعية، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القرية.
تقديم كافة أوجه الدعم
وخلال جولته، أكد الدكتور أبو سعدة، أن المسجد له دور محوري يتجاوز كونه مكانًا لأداء العبادات، ليكون مركزًا للطمأنينة النفسية والدعم المعنوي، خاصة في أوقات المحن، مضيفا أن المديرية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في قرية برخيل، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف تقديم كافة أوجه الدعم الممكنة.
وأوضح مدير أوقاف سوهاج، أن هذه الزيارة تأتي ضمن خطة شاملة لوزارة الأوقاف، تهدف إلى تعزيز الرسالة المجتمعية للمسجد، وتفعيل دوره في خدمة المواطنين في مختلف المحافظات، خاصة في المناطق التي تواجه أزمات أو ظروفًا استثنائية.
الزيارات الميدانية
وتأتي جولة برخيل ضمن سلسلة من الزيارات الميدانية التي تقوم بها المديرية، في إطار تواصل مباشر مع المواطنين وتقييم الاحتياجات الحقيقية على الأرض، بما يعزز من دور المؤسسة الدينية في خدمة المجتمع.
وكانت قرية برخيل، شهدت خلال الأسابيع الماضية عددًا من الحرائق الغامضة التي طالت منازل متفرقة، دون وجود أسباب واضحة حتى الآن، وهو ما أثار حالة من الخوف والقلق بين السكان، ودفعهم إلى المطالبة بفتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات هذه الحرائق ودعم الأسر المتضررة.
المنازل المتضررة جراء الحرائق
في سياق آخر، وفي إطار توجيهات اللواء الدكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، انتهت مديرية التضامن الاجتماعي برئاسة محمد شوقي، وكيل المديرية، من حصر عدد من المنازل المتضررة جراء الحرائق الغامضة التي شهدتها قرية برخيل التابعة لمركز البلينا مؤخرًا، وسط حالة من القلق والترقب بين الأهالي.
ووجّه محافظ سوهاج بسرعة صرف التعويضات للمضارين الذين تنطبق عليهم شروط الاستحقاق وفقًا للقانون، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة تكثيف جهود لجان الحصر الميداني لاستيعاب كافة المنازل المتضررة، وضمان عدم إغفال أي حالة تستحق الدعم والمساندة.
الإجراءات الإدارية
وأكد مسؤولو مديرية التضامن الاجتماعي أن استيفاء محضر الشرطة يعد شرطًا أساسيًا لاستكمال الإجراءات الإدارية لصرف التعويضات، مشيرين إلى أن اللجان الميدانية لا تزال تواصل عملها بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوثيق حجم الخسائر وتحديد الفئات المستحقة للدعم.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود التي تبذلها محافظة سوهاج لاحتواء تداعيات الظاهرة الغامضة التي تسببت في اشتعال النيران بعدد من المنازل والأحواش بالقرية، وسط مطالبات من الأهالي بسرعة التدخل ووضع حد لتكرار الحرائق المفاجئة.
وتتابع المحافظة باهتمام كبير مجريات الموقف في قرية برخيل، وتعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي إلى الأسر المتضررة، في إطار منظومة الاستجابة السريعة للأزمات.