عاجل

الأنبياء في حماية الملائكة: رؤية قرآنية وتأملات روحية

المغفرة والرحمة الخاصة.. خالد الجندي يكشف بعض جوانب اصطفاء الأنبياء في القرآن

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

في حديث ملهم أشار الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى مكانة الأنبياء وخصوصية علاقتهم بالملائكة، مؤكدًا أن ظهورهم دائمًا محمية بحضور الملائكة. 

مكانة الأنبياء وخصوصية علاقتهم بالملائكة

واستشهد خالد الجندي بآيات من القرآن الكريم التي تعكس هذا المعنى العميق، مثل قوله تعالى: “فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ "حيث تعني كلمة “ظهير” الحماية والدفاع عن النبي.

وأوضح خالد الجندي في حديثه عبر برنامج " لعلهم يفقهون " المذاع على قناة "dmc”  أن هذا الدعم الإلهي يمتد ليشمل تفاصيل حياة الأنبياء، مستعرضًا قصة سيدنا لوط عليه السلام، حين أمره الله أن يسير خلف أهله أثناء خروجهم من القرية، لضمان عدم التفاتهم أو تخلف أحد عن الركب، في استجابة كاملة لأمر الله وحفظًا للمؤمنين.

كما تطرق الشيخ إلى تفسير السجود في القرآن، موضحًا أن سجود الملائكة لآدم كان سجود تعظيم للخالق، وليس عبادة للمخلوق، تجسيدًا لأمر الله وإعلاءً لشأن الخليفة الذي اصطفاه الله على الأرض.

ويُبرز هذا الطرح كيف أن القرآن والسنة يقدمان صورة متكاملة عن مكانة الأنبياء، كحلقات وصل بين السماء والأرض، محاطين برعاية الملائكة، الذين يحمونهم ويساندونهم في مهمتهم الإلهية

ويذكر أن : مكانة الأنبياء عند الله عظيمة ورفيعة، فقد اصطفاهم الله تعالى من بين البشر ليكونوا رسلًا يحملون رسالاته إلى الناس، ويبشرونهم بالخير ويحذرونهم من الشر.

 مكانة الأنبياء في القرآن والسنة

وقد ذكر القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تُبيّن هذه المكانة الرفيعة. 

1. الاصطفاء والتكريم: الله سبحانه وتعالى اختار الأنبياء وفضّلهم على العالمين لحمل رسالته.
• الدليل: قال تعالى: “اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ” (سورة الحج: 75).
• المعنى: الاصطفاء يعني الاختيار بعناية، وهو دليل على المكانة الخاصة التي منحها الله للأنبياء.

2. الحماية والرعاية الإلهية: الأنبياء تحت رعاية الله وحمايته في أداء رسالتهم.
• الدليل: قال تعالى: “وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” (سورة المائدة: 67).
• المعنى: الله يحفظ أنبياءه من الأذى ليُكملوا مهمتهم في تبليغ الرسالة دون أن يعيقهم أحد.


3. المغفرة والرحمة الخاصة: الله يعامل الأنبياء بعفو ورحمة خاصة، حتى وإن وقع منهم خطأ، فإنه يُوجّههم ويغفر لهم.
• الدليل: قال تعالى عن سيدنا آدم: “فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (سورة البقرة: 37).
• المعنى: حتى في مواقف التوبة، يُعلّم الله أنبياءه كلمات التوبة ويقبل منهم سريعًا.

4. التأييد بالمعجزات: الله أيّد أنبياءه بالمعجزات لتكون دليلًا على صدق دعوتهم.
• الدليل:
• عصا موسى التي تتحول إلى حيّة.
• إحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى عليه السلام.
• انشقاق القمر في زمن النبي محمد ﷺ.
• المعنى: المعجزات تؤكد مكانة الأنبياء الخاصة وقربهم من الله.


5. الشفاعة والمقام المحمود: النبي محمد ﷺ خُصّ بمقام الشفاعة العظمى يوم القيامة.
• الدليل: قال تعالى: “عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا” (سورة الإسراء: 79).
• المعنى: هذا المقام المحمود هو الشفاعة الكبرى التي سيشفع بها النبي ﷺ للناس يوم القيامة.

6. محبتهم في الدنيا والآخرة: الله ورسوله أمرا بحب الأنبياء وتوقيرهم.
• الدليل: قال النبي ﷺ: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” (صحيح البخاري).
• المعنى: الإيمان الكامل يتطلب محبة النبي ﷺ، مما يدل على علو منزلته.

تم نسخ الرابط