عاجل

الشيخ خالد الجندي: سكرات الموت من أمتع لحظات المؤمن

الشيخ خالد الجندي: سكرات الموت من أمتع لحظات المؤمن

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أوضح الشيخ خالد الجندي أن سكرات الموت ليست بالضرورة لحظة معاناة للمؤمن، بل قد تكون من أمتع اللحظات التي يبشر فيها بالجنة ويرى مقعده في دار الخلود.

وقد تناول الشيخ الجندي في حديثه عبر برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة " dmc “ تفسير معنى سكرات الموت في سياق الآية القرآنية : "وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ“”، وأكد أن السكرة هنا تختلف بين المؤمن والكافر؛ ففي حين أن الكافر يواجه الحقيقة المُرَّة، يبشر المؤمن بالجنة عبر الملائكة الذين يستقبلونه بسلام.

كما استعرض الشيخ مفهوم “الندم” للكفار يوم القيامة، حين يتمنون لو كانوا مسلمين بعد رؤية مصيرهم في النار، مستشهدًا بتفاسير ابن كثير وابن عباس حول هذه اللحظة الحاسمة.

واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالدعاء بأن يحفظ الله المسلمين من النار، مؤكدًا أن الإيمان والعمل الصالح هما الطريق إلى الرحمة الإلهية والجنة التي وُعد بها المتقون.

التعريف بسكرات الموت 

سكرات الموت هي الحالة التي يمر بها الإنسان في لحظاته الأخيرة عند خروج الروح من الجسد، وهي أمر ثابت في القرآن والسنة، تُوصف بأنها لحظات شديدة الصعوبة يُبتلى بها العبد كنوع من التخفيف عن ذنوبه ورفعة لدرجاته إن كان مؤمنًا.

في القرآن الكريم، قال الله تعالى:

“وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ”.
(سورة ق: 19)

أي أن لحظة الموت تأتي بالحق، ولا يستطيع أحد دفعها أو الهروب منها.

وفي السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أنه كان في لحظاته الأخيرة يقول:

“إن للموت لسكرات” (رواه البخاري).

وهذا يدل على أن حتى الأنبياء، مع مكانتهم العالية، يشعرون بآلام سكرات الموت، وهو نوع من التذكير بعِظَم اللحظة وضرورة الاستعداد للآخرة.

سكرات الموت من الناحية الشرعية تشمل


• آلام خروج الروح: تصف النصوص أن خروج الروح مؤلم، كأنها تُنتزع من الجسد.
• مشهد الملائكة: المؤمن يُبشَّر برحمة الله وجنته، بينما الكافر يُبشَّر بعذاب الله، كما في قوله تعالى:

“وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِى غَمَرَٰتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓا۟ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوٓا۟ أَنفُسَكُمُ” 
(سورة الأنعام: 93).

• الابتلاء الأخير: سكرات الموت تُعد آخر امتحان للمؤمن، وعليه أن يُحسن الظن بالله ويُثبت على كلمة التوحيد، لذلك، يُستحب تذكير المحتضر بالشهادة، والدعاء له بالثبات، وقراءة القرآن بجانبه، طلبًا للرحمة والسكينة.

علامات خروج الروح


• برودة الجسم بالكامل: تبدأ من الأطراف ثم تنتقل إلى باقي الجسد.
• توقف التنفس والنبض: تتوقف الرئتان عن العمل تدريجيًا، ثم القلب.
• ارتخاء الجسم بالكامل: بعد خروج الروح، يترهل الجسد وتفقد العضلات قوتها.

كيف نُساعد المحتضر؟


• تلقينه الشهادة: برفق ودون إلحاح، حتى ينطق بها طواعية.
• الدعاء له بالرحمة والثبات: النبي ﷺ قال:

“لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله” (رواه مسلم).

• قراءة القرآن: خاصة سورة “يس”، لأنها تُخفف سكرات الموت.

تم نسخ الرابط