ثواب المرأة في رمضان: هل تُحتسب أعمالها المنزلية عبادة؟
ثواب المرأة في شهر رمضان .. هل يحتسب قيامها بأعمالها المنزلية عبادة؟

في شهر رمضان المبارك، يزداد انشغال النساء بتحضير الطعام، تنظيف المنزل، والعناية بشؤون الأسرة، مما يثير تساؤلًا مهمًا: هل تُؤجر المرأة على هذه الأعمال؟ وهل تُعتبر جزءًا من العبادة في هذا الشهر الفضيل؟
نية الإخلاص تحوّل العادة إلى عبادة
يتفق العلماء على أن العمل اليومي يمكن أن يتحول إلى عبادة متى ما اقترن بالنية الصالحة. فالمرأة التي تقوم بأعمال المنزل بنية خدمة أسرتها، وإعانتهم على أداء العبادات براحة وطمأنينة، يُرجى لها الأجر والثواب من الله. قال النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (متفق عليه).
خدمة الأهل من أعظم القُربات
الإسلام كرّم المرأة وأعلى من شأن دورها في الأسرة، وبيَّن أن العناية بالبيت والأهل من صور البر والإحسان. ففي الحديث الشريف، قال النبي ﷺ للسيدة أسماء بنت يزيد: “اعلمي وأعلمي من وراءك من النساء أن حُسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله” (أي يعدل أجر الجهاد في سبيل الله).
الأجر المتضاعف في شهر رمضان
شهر رمضان هو موسم الطاعات وتُضاعف فيه الحسنات، لذا فإن كل جهد يُبذل لتيسير العبادات ونشر الألفة في المنزل يُحتسب بإذن الله. إعداد وجبات الإفطار والسحور، وتجهيز البيت لاستقبال الشهر، كلها أعمال تدخل في باب تفريج الكرب وإطعام الصائمين، وهي أعمال عظيمة الأجر.
التوازن بين العبادة وخدمة الأسرة
رغم الأجر العظيم في خدمة الأهل، لا ينبغي أن تُغفل المرأة عباداتها الشخصية. فالموازنة بين الصلاة، الذكر، قراءة القرآن، وبين الأعمال المنزلية، يحقق التكامل الروحي ويمنحها طاقة إيمانية تعينها على أداء مهامها بحب واحتساب.
الأعمال الصالحة في شهر رمضان
1. الصلاة والقيام
• أداء الصلوات الخمس في وقتها بخشوع.
• الاجتهاد في صلاة التراويح وقيام الليل، فالنبي ﷺ قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
2. قراءة القرآن وتدبره
• رمضان هو شهر القرآن، لذا يُستحب الإكثار من تلاوته، ومحاولة ختمه مرة أو أكثر.
• تدبر معاني الآيات، والعمل بما فيها.
3. الصدقة والإحسان
• الإنفاق في سبيل الله، فـ “أفضل الصدقة صدقة في رمضان” (الترمذي).
• المساهمة في إفطار الصائمين، أو التبرع للجمعيات الخيرية.
4. الذكر والدعاء
• المداومة على الأذكار اليومية (الصباح والمساء، أذكار النوم، التسبيح).
• الإكثار من الدعاء، خاصة عند الإفطار، ففي الحديث: “إن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد” (ابن ماجه).
5. بر الوالدين وصلة الرحم
• الإحسان إلى الوالدين وخدمتهم.
• التواصل مع الأهل والأقارب، وزيارة الأرحام، حتى لو عبر الهاتف.
6. التوبة والاستغفار
• تجديد التوبة إلى الله، والعزم على ترك الذنوب.
• الإكثار من الاستغفار، وطلب المغفرة في أوقات السحر.
7. الاعتكاف في العشر الأواخر
• التفرغ للعبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان، طلبًا لليلة القدر، التي هي “خيرٌ من ألف شهر”.
• الإكثار من الدعاء المأثور: “اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عني”.
8. نشر الخير والكلمة الطيبة
• دعوة الآخرين للخير بلطف وحكمة.
• تجنب الغيبة والنميمة، والتماس الأعذار للناس.
9. إتقان العمل والنية الصالحة
• الاستمرار في أداء الأعمال اليومية، مع استحضار النية الصالحة.
• السعي في قضاء حوائج الناس، فـ “أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم” (الطبراني).
10. التخفيف عن الناس والصبر
• التماس الأعذار، والصبر على الأذى.
• نشر الألفة والسلام، وتجنب الخلافات، ليكون البيت والأسرة في أجواء روحانية هادئة