خبير سياسي: التحرك الأمريكي لحظر الإخوان متأخر لكن يحمل رسالة حاسمة

أكد إبراهيم كابان، الباحث السياسي، أن التحركات الأمريكية والأوروبية الأخيرة ضد جماعة الإخوان الإرهابية تمثل تحولًا مهمًا في الموقف الغربي تجاه التنظيم، معتبرًا أن تلك الخطوة "متأخرة لكنها جادة"، وتعكس وعيًا متزايدًا بحجم الخطر الذي تمثله الجماعة على الأمن الدولي.
وقال كابان، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن هناك توجهًا واضحًا داخل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، أبرزها ألمانيا وفرنسا، لحظر نشاطات جماعة الإخوان بعد سنوات من التساهل، مضيفًا أن هذا التغير جاء عقب تحقيقات أمنية موسعة أثبتت تورط التنظيم في جمع أموال بطرق غير قانونية واستخدامها في دعم جماعات متطرفة.
استغلال البيئة الليبرالية
وأشار الباحث السياسي إلى أن الجماعة استغلت البيئة الليبرالية في العديد من الدول الغربية، لا سيما قوانين حرية التعبير والدين، لتوسيع نفوذها وممارسة أنشطة مشبوهة تحت غطاء المؤسسات الدينية والمراكز الثقافية. وقال إن بعض دور العبادة تحولت فعليًا إلى مراكز للتعبئة الأيديولوجية والتجنيد، وهو ما شكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الداخلي لتلك الدول.
بنية تحتية للتطرف
وشدد كابان على أن جماعة الإخوان تمثل "البنية التحتية الفكرية والتنظيمية" للعديد من الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وخارجه، مبينًا أن نشاطاتها في الغرب لا تستهدف فقط تشويه صورة الدول الإسلامية المعتدلة، بل تزرع خلايا نائمة وتروج لأيديولوجيات متطرفة تهدد المجتمعات الأوروبية والأمريكية.
دوافع التحرك الأمريكي
وردًا على سؤال حول ما إذا كان هذا التحرك الأمريكي يستند إلى دوافع سياسية أو استراتيجية، أشار كابان إلى أن الجماعة موجودة منذ عقود، لكن ظهور جيل جديد من أعضائها تبنى خطابًا متطرفًا مشابهًا لأفكار "داعش"، هو ما دفع الغرب إلى إعادة النظر في طريقة التعامل معها.
وأوضح أن الجماعة لم تكتف بجمع الأموال، بل استخدمتها في بناء منشآت وتنظيم فعاليات دينية تُوظَّف سياسيًا، وهو ما كشف طبيعتها الحقيقية كمنظمة تسعى لتقويض استقرار المجتمعات من الداخل.
التحقيقات الأردنية.. ضربة قوية
وبالانتقال إلى التطورات في الأردن، علّق كابان على التحقيقات التي كشفت عن نشاط مالي غير قانوني للجماعة الإرهابية، قائلًا إن ما جرى يمثل ضربة موجعة للتنظيم وقدرته على مواصلة أنشطته في الداخل والخارج.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية كانت سباقة في مواجهة هذا التنظيم المتطرف، داعيًا الدول العربية إلى أن تحذو حذو القاهرة، واتخاذ إجراءات صارمة لكبح نشاط الجماعة التي تستغل أزمات مثل غزة لجمع تبرعات بطرق مخالفة للقانون.
وأكد كبان أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الجماعة في الأردن جمعت أكثر من 30 مليون دينار خلال السنوات الأخيرة، ووجهت بعضها نحو شراء شقق باسم أفراد تابعين لها، وتحويل جزء آخر إلى الخارج لدعم حركات مشبوهة، منوها إلى أن هذه الأساليب تندرج ضمن استراتيجية الجماعة لزعزعة الاستقرار الإقليمي.
خطر إقليمي ودولي
وأوضح الباحث السياسي أن التحركات الأردنية تُعد جزءًا من سلسلة تحقيقات تكشف بالتدريج عن دور الجماعة في دعم التطرف داخل الأردن وخارجه، مضيفًا أن الجماعة استخدمت كافة الوسائل، من استغلال الشباب، إلى التحريض، إلى استغلال المساجد، في سعيها لضرب المجتمعات من الداخل.
وأكد كابان أن جماعة الإخوان ليست فقط تهديدًا على الأمن القومي للدول العربية، بل تمثل أيضًا خطرًا على السلم الدولي، وهو ما باتت تدركه العديد من الدول التي بدأت تتخذ إجراءات قانونية وأمنية متصاعدة للحد من نشاط التنظيم ومصادر تمويله.