هالة سرحان تكشف سر ابتعادها عن الإعلام وتحدي الإخوان من القنوات

تُعدّ الإعلامية هالة سرحان واحدة من أبرز الأسماء التي صنعت تأثيرًا لافتًا في المشهد الإعلامي العربي على مدار العقود الماضية، لما تملكه من خبرة عريضة، وحضور طاغٍ، وجرأة في الطرح والمعالجة.

 بدأت مسيرتها في الإعلام من بوابة الصحافة قبل أن تنتقل إلى الشاشة الصغيرة، حيث استطاعت أن تخلق لنفسها أسلوبًا خاصًا في تقديم البرامج الحوارية والاجتماعية والسياسية، جامعًا بين المهنية العالية والقدرة على ملامسة قضايا الشارع العربي والمصري تحديدًا.

هالة ومسيرتها الإعلامية

في البداية، أشادت الإعلامية الكبيرة هالة سرحان بالتطورات التي تشهدها قناة "إكسترا نيوز"، معتبرة أن ما يحدث على شاشتها يعد نقلة نوعية تنافس بها أعرق القنوات الإخبارية العربية والدولية.

وخلال لقائها مع الإعلامي شادي شاش، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أعربت هالة سرحان عن فخرها بما وصلت إليه القنوات المصرية، مؤكدة: "من الرائع أن نرى قناة مصرية تنفذ برامج بحرفية ومهنية عالية مثل برنامج ستوديو إكسترا، هذا النوع من البرامج ضروري لأي وسيلة إعلامية تواكب المتغيرات العالمية".

سر ابتعادها عن الإعلام

تحدثت هالة سرحان عن سر غيابها عن الشاشة، وهو السؤال الذي لاحقها كثيرًا، لكنها لأول مرة تكشف تفاصيل دقيقة عن أسباب ذلك الابتعاد.

قالت هالة سرحان: "أنا لم أختفِ كما يظن البعض، بل ما زلت نشطة على منصة إكس (تويتر سابقًا)، وهناك تغريدات لي تتجاوز 13 مليون تفاعل. أنا موجودة من خلال أرشيفي الضخم من البرامج، خصوصًا السياسية منها، التي لا تزال تحقق نسب مشاهدة كبيرة حتى اليوم".

وأضافت هالة سرحان: "قدمت برنامج (بصراحة) الذي استضفت فيه رموزًا سياسية صنعت تاريخ مصر، مثل المشير الجمسي، والبرنامج شكل توثيقًا هامًا لفترات حكم عبد الناصر والسادات ومبارك، وسأقوم بتحويله إلى كتاب يوثق هذه المرحلة المهمة".

أسرار من كواليس الإعلام 

كشفت هالة سرحان عن محطات حساسة في مشوارها الإعلامي، خاصة فترة إدارتها لشبكة قنوات دريم، وتعاونها مع الراحل الكبير محمد حسنين هيكل.

قالت هالة سرحان: "عندما كنت نائب شبكة دريم ومدير الشركة بعد الراحل أحمد بهجت، اتفقت مع الأستاذ محمد حسنين هيكل على تقديم برنامج بعنوان (الأستاذ)، وكانت أول مرة تُقال فيها كلمة التوريث على شاشة التلفزيون، إذ حذر هيكل من مخاطره، وشبه مصر بالمعبد الذي قد يسقط سقفه إذا ما انهارت أعمدته".

وتابعت هالة سرحان: "حدثت أزمة كبيرة بعد إذاعة تلك التصريحات، وتم استدعائي أنا والدكتور أحمد بهجت من قبل وزير الإعلام، وتم تحذيرنا من تناول بعض الموضوعات، وهذه كانت نقطة تحول في مسيرتي".

دفع الثمن .. والهجمات الممنهجة

تطرقت هالة سرحان إلى ما وصفته بدفعها ثمن صراحتها، مؤكدة أنها تعرضت لهجمات ممنهجة أثرت على وضعها الشخصي والمهني.

وأشارت هالة سرحان: "هيكل كتب أن أحدًا لم يستطع الاقتراب منه في عهد مبارك، لكن هالة سرحان وأسامة الشيخ دفعا الثمن. بالفعل، قررت أن أبتعد قليلًا بعد أن نالتني هجمات شخصية جارحة".

وشددت هالة سرحان على أنها لم تتوارَ عن المشهد، بل تتابع وتكتب وتحلل، مؤكدة: "ما زلت أملك الرؤية والخبرة والقدرة على التعبير، والابتعاد كان نتيجة لتقدير الموقف، لا انسحابًا من الساحة".

مخططات التقسيم

أعربت هالة سرحان عن قلقها العميق من المخططات التي تستهدف الشرق الأوسط منذ عقود، مشيرة إلى أن لديها اهتمامًا قديمًا برصد هذه التحركات منذ عام 1998.

وأوضحت هالة سرحان: "اكتشفت خرائط لتقسيم المنطقة كانت مخفية، ونشرتها لاحقًا في 2012 و2014. الخرائط كانت تشير إلى تقسيم العراق إلى دويلات كردية وشيعية وسنية، وسوريا إلى ثلاث كيانات، إضافة إلى أطماع إسرائيل في أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا".

وأكدت هالة سرحان: "الهدف واضح، هو تفتيت العالم العربي لمصلحة المشروع الصهيوني. ما يحدث في غزة الآن ليس سوى تنفيذ لهذا المخطط عبر الإبادة والقتل والتجريف، لكن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا رغم كل شيء".

مصر خط أحمر.. وسيناء مستهدفة

أكدت هالة سرحان أن مصر كانت ضمن تلك الخرائط التآمرية، لكن الواقع أثبت أن الشعب المصري عصي على التقسيم والتفكيك.

وقالت هالة سرحان: "أقول لمن يراهنون على تقسيم مصر: عشم إبليس في الجنة. الرئيس عبد الفتاح السيسي قالها صراحة إن لا شبرًا من أرض مصر يمكن التنازل عنه، وسيناء تحديدًا كانت هدفًا لهذه المخططات، لكن الوعي الشعبي والقيادة السياسية أفشلا تلك المؤامرات".

تجربة برنامج "ناس بوك"

اعترفت هالة سرحان بأنها ارتكبت خطأ عندما منحت أعضاء جماعة الإخوان والسلفيين مساحة في برنامجها "ناس بوك"، رغم نواياها الطيبة في ذلك الوقت.

قالت هالة سرحان: "كنت أؤمن بفكرة الحيادية الإعلامية، وخصصت البرنامج لاستضافة مختلف الأطياف، لكنني اكتشفت أن بعضهم يستغل الإعلام لتلميع نفسه، وقد كانوا يريدون السيطرة على الدين والدولة والثروة".

وأضافت هالة سرحان: "استضفت أحد أعضاء الإخوان في حلقة بحضور الفنان صلاح عناني، وقال الإخواني بكل وقاحة: (إحنا أسيادكم)، فرفضنا هذا الكلام تمامًا، وحدث اشتباك لفظي، وأصر عناني على الرد، ثم اعتذر الضيف خلال الفاصل وقبّل رأس عناني أمام الكاميرا".

كشف الفكر المتطرف

قالت هالة سرحان إنها شعرت بعد فترة أن ظهور هؤلاء الأشخاص على الشاشة أصبح دعاية لهم، وأنهم يروجون لأفكار متطرفة تُسيء للإسلام.

وأضافت هالة سرحان: "هؤلاء الأشخاص أرادوا فرض ضيوف بعينهم ورفضوا الآخرين، بل إن أحدهم قال لي إنهم لم يظهروا قوتهم بعد، فرددت عليه بأنك تتحدث إلى إعلامية، وستحاسب يومًا على تهديداتك. هؤلاء لا يعرفون معنى الدولة ولا احترام الشعب".

واختتمت هالة سرحان: "أشعر بالندم لأنني منحتهم مساحة دون أن أدرك حجم الخطر الذي يمثلونه، لكنني في النهاية كنت أؤمن بحرية التعبير وكشف الأفكار أمام الجمهور ليحكم بنفسه".

هالة سرحان والمشهد الإعلامي 

أكدت هالة سرحان في ختام حديثها أنها تتابع المشهد الإعلامي المصري عن كثب، وتشارك فيه من خلال منصاتها التفاعلية، وتملك ما تقدمه من رؤى وتحليلات.

وقالت هالة سرحان: "الإعلام يتطور، وقنوات مثل إكسترا نيوز تمثل نقلة نوعية في هذا المجال. فخورة بما أراه من شباب إعلاميين ومهنيين يديرون المشهد باحترافية، وسأظل موجودة طالما كان هناك عقل يكتب ونبض يتابع".