إنذار أخير من ترامب لـ بوتين.. 50 يوما تفصل روسيا عن موجة عقوبات جديدة

أفاد خبراء أن نجاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة عبر حلفاء أوروبيين، مرهون بقدرة الصناعة العسكرية الأمريكية على تلبية الطلب وسرعة إيصال هذه الأنظمة إلى كييف.
ترامب يمنح مهلة 50 يوما لتطبيق الخطة
وذكرت قناة “روسيا اليوم" أن ترامب منح مهلة قدرها 50 يومً لتطبيق هذه الخطة، إلا أن كثيرين اعتبروا أن هذه الفترة طويلة وخطرة على أوكرانيا في ظل تصاعد الهجمات الروسية.
وفي تقرير لها، وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذه الخطوة بأنها نقطة تحول بارزة في مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وربما تشكّل منعطفًا حاسمًا في المواجهة مع روسيا.
وأكدت الصحيفة أن هذا التوجه يهدف إلى تسريع وتيرة تسليح أوكرانيا دون أن تتحمل واشنطن أعباء مالية مباشرة، إذ ستقوم الدول الأوروبية بشراء الأنظمة الدفاعية من الولايات المتحدة ثم إرسالها إلى كييف.
وتُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها خلال ولاية ترامب الحالية، وتذهب إلى ما هو أبعد من سياسات الدعم العسكري التي تبناها الرئيس السابق جو بايدن، وفق ما ذكرت الصحيفة، وتشمل الصفقة، التي أُعلن عنها خلال مؤتمر في البيت الأبيض، تزويد أوكرانيا بذخائر وصواريخ هجومية إضافة إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة.
وتأتي هذه المبادرة في وقت كثف فيه الجيش الروسي هجماته بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد المدن الأوكرانية، بهدف إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية تمهيداً لهجوم واسع متوقع في أواخر الصيف أو الخريف، بحسب تقييمات عسكرية ومصادر رسمية.
وفي هذا السياق، اعتبرت سيليست وولاندر، المسؤولة السابقة بوزارة الدفاع الأمريكية في عهد إدارة بايدن، أن الاستراتيجية الروسية تسعى لاستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية بالكامل وترك كييف مكشوفة أمام أي هجوم لاحق، وقالت: "إذا كانت الخطة الأمريكية ستحقق أثراً في معادلة بوتين للحرب، فلا بد أن تتم عمليات التسليم بوتيرة سريعة خلال الصيف لتفادي الكارثة".
وفي سياق متصل، وصفت كريستين بيرزينا، من مؤسسة صندوق مارشال الألماني، المهلة التي حدّدها ترامب بأنها تحمل رسالة سياسية قوية لكنها لا تعكس خطورة الوضع الميداني المتدهور.
وأضافت: "من الناحية النظرية، قد تبدو المهلة تحذيرًا جديًا لبوتين مع تهديد بعواقب محتملة، لكن فعلياً، 50 يومًا تمثل وقتًا طويلًا في ظل تعرض أوكرانيا لهجمات يومية تستخدم فيها أكثر من 700 طائرة مسيرة".
استراتيجية جديدة تمنح أوروبا دور مباشر في دعم أوكرانيا عسكريًا
وحذّرت بيرزينا من أن فاعلية الدعم مرهونة بسرعة تسليم الأنظمة الدفاعية، قائلة: "إذا أقدمت الدول الأوروبية على إرسال أنظمة باتريوت من مخزونها الحالي واعتمدت على التعويض لاحقاً عبر الإمدادات الأمريكية، سيكون لذلك تأثير ملموس، أما إذا انتظرت ألمانيا وغيرها استلام الأنظمة الجديدة قبل إرسال ما لديها، فقد يصل الدعم بعد فوات الأوان".
وترى الصحيفة أن الاستراتيجية الجديدة تمنح أوروبا دورً مباشرًا في دعم أوكرانيا عسكريًا، وتضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام اختبار حقيقي لإرادته في مواصلة الحرب، ويؤكد الخبراء أن مصير هذه المبادرة سيتوقف على مدى التزام العواصم الأوروبية بتنفيذ تعهداتها دون تأخير، وعدم انتظار وصول أنظمتها الجديدة قبل تقديم الدعم العاجل لكييف.