خبير طاقة: سكان غزة يدفعون ثمن صراع الكبار والهدنة أكبر من وقف نار

أكّد خبير الطاقة عبدالحميد أحمد حمدي، رئيس إحدى شركات الغاز، أن تعقيد التوصل إلى هدنة دائمة في قطاع غزة، بعد مرور أكثر من 640 يومًا من الحرب، لا يعود فقط إلى وقف إطلاق النار بحد ذاته، بل إلى أن المسألة أصبحت متشابكة بين أربعة ملفات رئيسية وصفها بـ"الألغام السياسية".
وقال عبدالحميد حمدي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "ليه الهدنة في غزة مش سهلة؟ وليه سكان غزة هيفضلوا يدفعوا فاتوره مش بتاعتهم- بعد مرور ٦٤٠ يوم من الحرب- لسه مفيش هدنة- ليه؟"
وأضاف: "السبب الرئيسي ان الموضوع مش بس وقف إطلاق نار- الموضوع إن فيه ٤ ملفات معقدة وتعتبر الغام: حماس عايزة ضمانات إن الحرب هتخلص فعلا- مش مجرد هدنة مؤقتة".
أهمية التحالفات الاقتصادية
في سياق آخر، كشف عبدالحميد أحمد حمدي، خبير الطاقة ورئيس إحدى شركات الغاز، اليوم عبر صفحته على منصة "إكس" عن أهمية التحالفات الاقتصادية بين الدول والشركات الكبرى في مجال الطاقة، مستشهداً بنموذج الراحل الشيخ زايد آل نهيان، أمير دولة الإمارات.
وأوضح خبير الطاقة أن الشيخ زايد في التسعينات، أثناء عمله في جزيرة داس مع شركة أدنوك، تبنّى استراتيجية فريدة لحماية أحد حقول الغاز القريبة من إيران، من خلال إقامة شراكات اقتصادية مع شركات عالمية كبرى دون الاعتماد على القوة العسكرية.
وقال عبدالحميد: "في جزيرة داس، حيث كنا نجهز أول شحنة غاز مسال متجهة لأمريكا، تفاجأ رئيس حرس الحدود الأمريكي من عدم وجود تأمين عسكري على الجزيرة رغم قربها من إيران، لكن الرد كان أن الشيخ زايد اختار طريق الشراكة والاستقرار والتحالفات الذكية بدلاً من العنتريات العسكرية."
وأشار إلى أن شركة "أدما أبكو" كانت تدير الجزيرة في ذلك الوقت بشراكة مع شركات من إنجلترا وفرنسا واليابان، مما وفر حماية اقتصادية غير مباشرة لأن مصالح تلك الدول كانت مرتبطة بالموقع، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية استمرت حتى عام 2018 عندما اندمجت الشركات لتصبح "أدنوك أوفشور" بنفس نسب الملكية.
وأضاف خبير الطاقة: "الدرس هنا هو أن العلم الذي يرفعه البلد، والتحالفات التي يبنيها، تشكلان خط الدفاع الأول، وأن التحالفات الاقتصادية ليست ضعفاً بل قوة تحمي المصالح وتمنع الصراعات".