تحرك إنساني عاجل.. فريق أطباء مصريين يتطوع لإنقاذ ضحايا غزة

في استجابة إنسانية سريعة لما تشهده غزة من دمار شامل ومعاناة إنسانية غير مسبوقة، كشف الدكتور حازم الحداد، استشاري جراحة العظام بكلية طب قصر العيني، عن قيام مجموعة من الأطباء المصريين باتخاذ خطوة تطوعية جريئة لدعم القطاع الطبي المنهار في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يحدث هناك يُعد من أقسى الكوارث في العصر الحديث، من حيث حجم القتل والدمار والتجويع.
وأوضح حازم الحداد، خلال ظهوره في برنامج "ستوديو إكسترا" الذي يقدمه الإعلامي محمود السعيد عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الفريق الطبي المشارك في المبادرة مكوّن من 13 طبيبًا متخصصًا في مجالات مختلفة، وقد بادر بالتواصل مع الجهات المعنية في مصر فور الإعلان عن الهدنة الأخيرة، معربين عن رغبتهم في السفر الفوري إلى القطاع لتقديم العون الطبي للمصابين.
دعم مصري رسمي
أكد حازم الحداد أن الدولة المصرية لم تتأخر في تقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة النبيلة، حيث أبدت الجهات المعنية استجابة فورية، وقدمت تسهيلات شاملة للفريق الطبي، تضمنت الدعم اللوجستي، وتأمين ما أمكن من مستلزمات طبية وأدوية ضرورية، مما مهد الطريق أمام الأطباء للقيام بدورهم الإنساني والمهني في أقصى درجات الاستعداد.
وشدد حازم الحداد على أن هذه البعثة الطبية لم تكن جزءًا من حملة منظمة أو مؤسسة رسمية، بل انطلقت من دافع إنساني ووطني خالص من جانب الأطباء أنفسهم، الذين قرروا التحرك من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه أشقائهم الفلسطينيين، في ظل ظروف تتطلب أقصى درجات التضامن والسرعة في الاستجابة.
دعم مصابي غزة داخل مصر
وأشار الدكتور حازم الحداد إلى أن هذا الفريق الطبي نفسه سبق له التوجه إلى مناطق الشيخ زويد والعريش خلال شهر نوفمبر 2023، وذلك لتقديم الرعاية الصحية للمصابين الفلسطينيين الذين تم نقلهم من قطاع غزة إلى المستشفيات المصرية، مؤكدًا أن هذا ليس التحرك الأول ولن يكون الأخير في ظل استمرار الوضع الإنساني المتأزم في القطاع.
وأكد حازم الحداد أن الفريق على أتم الاستعداد لتكرار تلك التجربة في أي وقت تتاح فيه الفرصة، إيمانًا بدورهم الإنساني ورسالتهم الطبية، التي تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، وتضع حياة الإنسان وكرامته في المقام الأول.

دعم القطاع الصحي الفلسطيني
اختتم حازم الحداد تصريحاته بالدعوة إلى استمرار الدعم العربي والدولي للقطاع الطبي الفلسطيني، مطالبًا بأن تتسع مثل هذه المبادرات الإنسانية لتشمل مزيدًا من التخصصات والخدمات، لا سيما في ظل العجز الكبير في المستلزمات الطبية، وانهيار البنية التحتية الصحية بفعل الحرب المستمرة.
كما شدد حازم الحداد على أن مشاركة الأطباء المصريين في مثل هذه المبادرات تمثل رسالة قوية بأن التضامن الإنساني لا يتوقف عند الحدود، وأن مهنة الطب هي أحد جسور الأخوة والرحمة في أوقات الأزمات.