عاجل

الستات طالعين على البحر بألماظات.. تامر أمين:الساحل الشمالى تحول لمظاهراستفزاز

تامر أمين
تامر أمين

انتقد الإعلامي  تامر أمين ، مظاهر التباهي المفرط بين بعض الأغنياء ورواد الساحل الشمالي، معتبرًا أن هذه الظاهرة باتت تمثل استفزازًا مباشرًا لغالبية المجتمع المصري الذي يرزح تحت ضغوط اقتصادية طاحنة. 

وقال أمين ، في برنامجة التلفزيوني " اخر النهار " ، إن ما يحدث على شواطئ الساحل الشمالي لم يعد مجرد قضاء عطلة أو التمتع بالطبيعة الخلابة، بل تحول إلى عرض يومي مبالغ فيه لثروات الناس وممتلكاتهم. 

وأضاف ساخرًا: بشوف ستات طالعين على البحر بميكب كامل، وألماظات مغرقة إيديهم، والعربية الجولف راكنة على البحر، كأنهم بيصوروا إعلان الموضوع بوخ .

وأوضح أن هذه السلوكيات لا تتعلق فقط بحرية شخصية أو رفاهية طبيعية، لكنها أصبحت حسب "حالة استعراضية فجّة تحمل رسائل تمييزية ضمنية تجاه الطبقات الأقل حظًا" مؤكداً أن هذا التباهي المبالغ فيه يعمّق الفجوة الاجتماعية والنفسية بين المواطنين.

وأشار إلى أن مفهوم المصيف في السابق كان بسيطًا.. ناس بتحب البحر، بتخرج تستمتع بشوية هدوء وهواء نقي، دلوقتي بقى سباق مين لابس إيه، مين قاعد في شاليه بكام، ومين بيصرف كام ألف في الليلة.

 وانتقد انتشار صور وفيديوهات الرفاهية المفرطة على وسائل التواصل الاجتماعي في الساحل الشمالي ، واصفًا إياها بأنها ترند سطحي يفتقر لأي قيمة إنسانية أو اجتماعية.

 التصنيف الطبقي في الساحل 

وأضاف أمين ، أن المشهد يعكس “فلسفة استهلاكية جديدة” تستند إلى التصنيف الطبقي والاستعراض والتفاخر، وتساءل: “ليه بنحب نغرس في عيالنا إن الفلوس هي المعيار الوحيد للنجاح والسعادة؟ إيه الرسالة اللي بنتبناها لما نطلع نتباهى بعربياتنا وممتلكاتنا ؟

ورأى أن هذه الثقافة الاستعراضية  تهاجم وتعيق الوعي المجتمعي بقيم التواضع والتكافل الاجتماعي، وتغذي ما سماه “الاستعلاء المقنع”، وهو شعور ضمني بالتفوق الطبقي يتم ترويجه بصورة غير مباشرة، ودعا إلى مراجعة هذه الممارسات بشكل نقدي والوعي بخطورة آثارها النفسية، لاسيما على الأجيال الشابة التي تتعرض لضغط المقارنات المستمر.

ووجّه أمين رسالة إلى هؤلاء الذين يسعون إلى تصوير حياتهم وكأنها إعلان مستمر للثراء قائلاً:الناس مش ضد إن حد يكون ناجح أو عنده فلوس، بس في فرق كبير بين الاستمتاع الطبيعي وبين الاستعراض المرضي.

فيلا بــ100 مليون.. استنزاف اقتصادي وغلاء مفتعل 

وانتقد أمين كيف أن هذه الثقافة تؤثر على الأسعار بشكل عام، حيث يستغل البائعون والمنتجون هذا "الهوس" برفع الأسعار "ده بيخلي البائعين يغلوا الأسعار.. لما تشتري فيلا بـ100 مليون، التاني يدفع 120 مليون، والتالت 150 مليون.. كله عشان 'فكرة الشوينج أوف الفارغ. 

وأشار إلى أن القيمة الحقيقية للإنسان لا تقاس بالماديات، قائلاً   السرير اللي هتنام عليه والكرسي اللي هتقعد عليه هما نفسهم سواء في الفيلا الفاخرة أو الشقة المتواضعة.. زمان كانت قيمة الإنسان في شخصيته وسلوكه وإضافته للمجتمع، دلوقتي بقى 'يسوى كام'؟ عربيته بكام؟ وساعته بكام؟". 

وحذر أمين من أن هذا الاستعراض المادي يخلق حالة من الاستفزاز بين الطبقات الأخرى  الواحد لما يسمع أرقام زي “عربية بـ25 مليون” أو “فيلا بـ100 مليون”بيضرب كفّ بكفّ.. ليه؟ عشان إيه؟ العربيات كلها بتوصل لنفس المكان.

وتساءل:  إيه الحكمة من إنك تدفع ملايين في عربية أو بيت ساحلي؟ وفي نفس الوقت فيه ناس مش عارفة تاكل أو تعالج؟. 

واختتم أمين حديثه برسالة قوية موجهة للأغنياء:  يا أغنياء.. راجعوا نفسكم قبل فوات الأوان حتى لو فلوسك حلال، هتسأل أمام الله: طلعت زكاتك؟ شفت المحتاجين؟ شفت المرضى؟ ساعدت اليتامى؟ ولا سيبهم ورحت ترفع سعر الفيلا عشان تتسابق مع أصحابك؟

وأضاف: المجتمع المصري زمان ما كانش كده.. كان فيه أثرياء، لكن بعقل، وكان الغنى الحقيقي هو غنى النفس".

 

تم نسخ الرابط