عاجل

«الأعلى للأئمة بأمريكا اللاتينية»: زيارة أئمة أوروبا المطبعين «انحراف»

الدكتور عبدالحميد
الدكتور عبدالحميد متولي

استنكر الدكتور عبدالحميد متولي رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، زيارة بعض الأئمة من أوروبا لرئيس الاحتلال. 

تداعيات زيارة بعض الأئمة من أوروبا لرئيس الاحتلال على الجاليات المسلمة 

وقال رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية إنه في الوقت الذي تتوالى فيه الاعتداءات الوحشية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتتصاعد فيه وتيرة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس، تأتي زيارة بعض الأئمة من أوروبا لرئيس الاحتلال لتثير الكثير من التساؤلات والقلق العميق لدى الجاليات المسلمة في الغرب، بل وفي العالم الإسلامي كله.

ولفت إلى أن هذه الزيارة، في هذا التوقيت الحرج، لا يمكن أن تُقرأ بمعزل عن السياق العام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ولا عن الجراح المفتوحة في ضمير الأمة، ولا عن الصمود الأسطوري لشعب محاصر يُذبح أمام مرأى ومسمع العالم. وهي بذلك تمثل، وللأسف الشديد، انحرافًا عن البوصلة الأخلاقية والدينية التي يجب أن يتحلى بها العلماء والدعاة، خاصة من يعيشون بين الجاليات المسلمة التي تعاني يوميًا من التهميش والشيطنة بسبب مواقفها المؤيدة للحق الفلسطيني.

التأثير على الجاليات المسلمة في الغرب

وبين الشيخ عبدالحميد متولي أن زيارة كهذه لا تمر مرور الكرام. فالجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية باتت أكثر وعيًا، وأكثر ارتباطًا بقضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين. 

كما أن لقاء من يُفترض أن يكونوا رموزًا دينية مع رأس كيان استيطاني محتلّ، تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء، يبعث برسائل مشوشة ومؤلمة، وقد يؤدي إلى فقدان الثقة في بعض الرموز الدينية، ويفتح الباب أمام موجات من الشكوك والتشكيك في صدق المواقف والمبادئ.

واستطرد: لكن، ورغم خطورة هذه الزيارة، فإنها قد تُحوّل إلى نقطة استنهاض جديدة داخل المجتمعات المسلمة في الغرب، تدفعهم للتمسك أكثر بحقوق الشعب الفلسطيني، وتؤكد لهم أن القضية لا تموت، وأن من باع أو صمت لا يمثل الأمة، بل يمثل نفسه ومن والاه.

القضية الفلسطينية قضية عقيدة وهوية

كما قال الشيخ عبدالحميد متولي إن الدفاع عن فلسطين ليس مجرد قضية سياسية أو إنسانية، بل هو جزء لا يتجزأ من عقيدة كل مسلم، فهي الأرض التي باركها الله، وهي قبلة المسلمين الأولى، وفيها المسجد الأقصى المبارك، مسرى رسول الله ﷺ، وهي مسرح النبوءات والرباط إلى يوم الدين.

وبين أن كل تراجع عن هذه الثوابت من أي طرف، لا يسقطها من القلوب، بل يزيد المؤمنين بها ثباتًا وإيمانًا، ويجعل الجاليات المسلمة أكثر حرصًا على ترسيخ القضية الفلسطينية في الأجيال القادمة، من خلال المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية.

القدس... العاصمة الأبدية لفلسطين

وأكد أنه مهما حاول المطبعون أن يزيّفوا الحقائق، فإن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى. ولن تُغير الزيارات المجاملة أو اللقاءات السياسية من هذه الحقيقة الراسخة في قلوب مليار ونصف مسلم.

وشدد على أن الواجب اليوم على العلماء والدعاة في الغرب والعالم الإسلامي أن يُجددوا خطابهم، وأن يكونوا صوتًا للحق، ومدافعين عن المظلوم، ورُسلَ وعي لا أدوات تلميع لصورة كيان محتلّ في لحظة من أحلك لحظات تاريخنا الحديث.

واختتم: نحن، في المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، نؤكد أن هذه الزيارة لا تمثل إلا أصحابها، ولا تعكس بأي حال من الأحوال موقف الجاليات الإسلامية في الغرب، التي كانت ولا تزال نصيرة لفلسطين، وقضيتها العادلة، ودولتها المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

ودعا المسلمين في كل مكان إلى الثبات، والوعي، والوحدة، والعمل على فضح هذه الزيارات التي تضر ولا تنفع، وتخدم الباطل ولا تنصر الحق. ﴿وَقُلْ جَاءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾[الإسراء: 81]

تم نسخ الرابط