أئمة أوروبا المطبعين.. من هو حسن الشلغومي الذي التقى رئيس الاحتلال الصهيوني؟

أدانت المؤسسات الدينية في مصر، ما وصفته بـ «الزيارة المنكرة»، لوفد من أئمة أوروبا المطبعين، تلك الزيارة التي حملت دعمًا للكيان الصهيوني المحتل لدولة فلسطين، ومباركة لأعماله الإرهابية بحق أهالي قطاع غزة، وتوجت بلقائهم رئيس الكيان الصهيوني، فمن هم؟

أئمة أوروبا المطبعين.. لماذا انتفض الأزهر والعالم الإسلامي ضدهم؟
إسحاق هرتسوغ رئيس الكيان الصهيوني، التقى في مقر الرئاسة بالقدس، وفدًا من عشرة شخصيات دينية من فرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، ضمن وفد نظّمته منظمة "إلنِت" (ELNET) التي تُعنى بتعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل.
الوفد ترأسه حسن شلغومي، رئيس "مؤتمر أئمة فرنسا"، والذي قال خلال كلمته أمام هرتسوغ: "جئنا نحمل رسالة محبة. ونصلّي من أجل عودة الرهائن".
وأضاف: "الحرب التي اندلعت بعد السابع من أكتوبر هي حرب بين عالمَيْن. أنتم تمثّلون عالم الإنسانية والديمقراطية"، فمن هو حسن شلغومي؟

من هو حسن شلغومي؟
ولد شلغومي في تونس وانتقل إلى فرنسا في سن مبكرة. وتولّى عام 2006 منصب إمام مسجد درانسي، إحدى ضواحي العاصمة باريس، ويتمتع بعلاقاته الجيدة مع المنظمات اليهودية في فرنسا، حتى اشتهر بـ «إمام اليهود» لدى معارضيه.
درس «شلغومي»، في سوريا وباكستان في المدارس الدينية قبل أن يأتي إلى فرنسا في عام 1996. كان عضوًا في جماعة التبليغ حتى عام 2005، وحصل في السنة نفسها على الجنسية الفرنسية في عام 2005.
في عام 2009، أسس "مؤتمر الأئمة"، وهي منظمة تهدف إلى نشر " الفتاوى " للمسلمين الذين يعيشون في فرنسا، كما دُعي إلى قصر الإليزيه والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، وهي منظمة يهودية فرنسية. في عام 2006، ألقى خطابًا أمام النصب التذكاري للترحيل في درانسي.
من معتقداته حول اليهود: «نحن المسلمون واليهود إخوة ونريد أن نجد تلك اللحظات من المشاركة مرة أخرى. يجب أن تنتشر روح الضيافة المجتمعية، القوية جدًا في كل منا، في جميع أنحاء المجتمع الفرنسي والشرق الأوسط. يجب أن تجمعنا هذه القيمة القوية، كما في هذا اليوم، في كل هذه المعابد حيث تشاركنا الوجبات والدعوات».
في 27 يناير 2024، قال: اليوم هو تاريخ تحرير مخيم أوشفيتس. تاريخ يذكرنا بالجانب المظلم من الإنسانية ولكن أيضا الجانب العادل لأولئك الذين رفضوا الاستسلام للكراهية. لا تنسى أبدًا وقبل كل شيء، استمر في الكفاح ضد معاداة السامية.

إدانته لطوفان الأقصى ودعمه الإسرائيليين
بتاريخ 7 فبراير من العام الماضي، أحيا رفقة اسرائيلين ذكرى طوفان الأقصى، وكتب: « في مثل هذا اليوم من التحصيل الوطني تكريما لضحايا هجمات السابع من أكتوبر، أفكاري العاطفية مع جميع العائلات، وجميع الذين ماتوا في ذلك اليوم الرهيب. أفكاري أيضًا مع جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين وآمل أن يتم العثور عليهم قريبًا مع عائلاتهم، بأمان وسلام. كل هؤلاء الأبرياء، كانوا ضحايا الهمجية الإسلامية والإرهاب الذي ترتكبه حماس.
وتابع: «أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لرئيس الجمهورية على هذا الحفل آمل أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في وئام وأخوة في يوم من الأيام. وأنا أصلي كل يوم من أجل هذا السلام».
وعقب انتشار أخبار زيارته للكيان الصهيوني واجه سيل من الانتقادات والمطالبات بإسقاط الجنسية التونسية، وطرده من إمامة المسجد.

لا يمثلون الإسلام ولا المسلمين
بدوره تابع الأزهر الشريف باستياء بالغ زيارة عدد ممن وصفوا أنفسهم بالأئمة الأوروبيين بقيادة المدعو حسن شلغومي، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولقاء رئيس الكيان الصهيوني المحتل، وحديثهم المشبوه والخبيث عن أن الزيارة تهدف إلى ترسيخ «التعايش والحوار بين الأديان»، ضاربين صفحًا عن معاناة الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وعدوان غير مسبوق ومجازر ومذابح وقتل متواصل للأبرياء لأكثر من 20 شهرًا.
واستنكر الأزهر بشدة هذه الزيارة من هؤلاء الذين عَمِيت أبصارهم وبصائرهم، وتبلدت مشاعرهم عما يقاسيه هذا الشعب المنكوب، وكأنهم لا تربطهم بهذا الشعب أية أواصر إنسانيَّة أو دينيَّة أو أخلاقيَّة، كما يحذر الأزهر من هؤلاء وأمثالهم من المأجورين المفرِّطين في قيمهم الأخلاقية والدينية، وأن أمثال هؤلاء عادة ما ينتهي بهم تاريخهم وصنيعهم إلى صفحات التاريخ السوداء.
ويؤكد الأزهر أن هذه الفئة الضَّالَّة لا تمثل الإسلام ولا المسلمين ولا الرسالة التي يحملها علماء الدين والدعاة والأئمة في التضامن مع المستضعفين والمظلومين، محذِّرًا جموع المسلمين في الشرق والغرب من الانخداع بهؤلاء المنافقين وأمثالهم من الآكلين على موائد الخزي والعار والمهانة، حتى وإن صلوا صلاة المسلمين، وزعموا أنهم أئمة ودعاة.