أخصائية تغذية تحذر من مخاطر الجفاف في موجة الحر الشديدة |فيديو

في ظل الارتفاع الشديد والمستمر في درجات الحرارة التي تشهدها البلاد حاليًا، حذرت الدكتورة هبة بركات، أخصائية التغذية العلاجية، من مخاطر التعرض المباشر لأشعة الشمس وعدم ترطيب الجسم بشكل كافٍ، مؤكدةً أن الجفاف قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل الهبوط الحاد في ضغط الدم، الدوخة، والإرهاق الشديد، وهو ما يستوجب اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.

جاء ذلك خلال استضافتها في برنامج "صباح الخير يا مصر" على القناة الأولى المصرية، حيث أكدت أهمية الالتزام بشرب المياه بكمية كافية يوميًا، واتباع نظام غذائي متوازن يساعد في تعويض السوائل والأملاح المفقودة نتيجة التعرق المستمر في موجة الحر.

أهمية الترطيب وشرب المياه

أوضحت د. هبة أن ترطيب الجسم هو الخطوة الأساسية والأولى للوقاية من أضرار ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن كمية المياه التي يحتاجها الفرد يوميًا تعتمد على وزنه، وتُحسب بنسبة 30 مللي لكل كيلوغرام.
وأضافت: "الشخص الذي يزن 60 كيلوغرامًا يحتاج إلى حوالي لترين من الماء يوميًا، ويمكن مراقبة مدى كفاية الترطيب من خلال لون البول، فكلما كان فاتحًا أو شفافًا، دل ذلك على ترطيب جيد".

كما نصحت بإضافة نكهات طبيعية للمياه لتحسين طعمها، مثل شرائح الليمون، الخيار، أو قطرات ماء الورد والزهر، لتشجيع الأفراد على زيادة كمية شربهم.

المشروبات التي يجب تجنبها

حذرت د. هبة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي، لأنها تعمل كمدرات للبول وتزيد من فقدان السوائل. كما نبهت إلى أن المشروبات الغازية عالية السكر والكافيين تسبب شعورًا مؤقتًا بالانتعاش، لكنها تؤدي إلى هبوط سريع في الطاقة وزيادة الإرهاق.

وبدلاً من ذلك، أوصت بالمشروبات الطبيعية مثل الكركديه البارد (بحذر لمرضى الضغط)، والعرقسوس (باستثناء مرضى الضغط المرتفع)، والشاي الأخضر المثلج، لما لها من فوائد في ترطيب الجسم وتعويض السوائل.

الأطعمة المرطبة والمغذية

وأشارت إلى أن هناك أطعمة تحتوي على نسب عالية من الماء تساعد في الحفاظ على ترطيب الجسم، منها: الخيار، الخس، البطيخ، الكنتالوب، والفراولة التي تتجاوز نسبة ماؤها 90%.
كما نوهت إلى أهمية تناول الموز والمشمش المجفف لاحتوائهما على البوتاسيوم، والزبادي الذي يساهم في تعويض الأملاح وترطيب الجسم.

وحذرت من الأطعمة الدسمة والمقلية لأنها تثقل الجهاز الهضمي وتزيد من الشعور بالإرهاق، مشددة على ضرورة استبدالها بوجبات خفيفة ومتكررة تحتوي على خضروات مسلوقة أو مشوية.

نصائح خاصة لفئات محددة

قدمت د. هبة نصائح خاصة لبعض الفئات الأكثر عرضة للمخاطر في موجة الحر:

مرضى الضغط: ضرورة تعويض الأملاح وخاصة الصوديوم والبوتاسيوم من خلال تناول الزيتون، الجبن قليل الملح، والشوربات الخفيفة.

مرضى السكر: التركيز على الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مثل التفاح والفراولة، مع تجنب النشويات العالية كالذرة والبطاطس.

كبار السن: يحتاجون لتذكير دائم بشرب الماء لأن إحساسهم بالعطش يقل مع التقدم في العمر، مما يزيد من خطر الجفاف.

كما نوهت إلى أن الرياضيين يفقدون كميات كبيرة من السوائل والأملاح عبر التعرق، لذلك يجب تعويضها بالمشروبات الرياضية أو المياه الغنية بالإلكتروليتات مثل ماء جوز الهند.

تأكيد على أهمية الوقاية

واختتمت الدكتورة هبة نصائحها بالتأكيد على أن شرب كميات كافية من المياه هو العامل الأهم لمواجهة موجة الحر بأمان، مع ضرورة الابتعاد عن المشروبات الضارة واختيار الأطعمة المرطبة، موضحة أن اتباع هذه الإرشادات يقي من مخاطر الجفاف ويعزز القدرة على تحمل درجات الحرارة العالية.