باحث سياسي: الحرب الأوكرانية صراع دولي.. وروسيا لن تخضع للضغوط الأمريكية

أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الحرب في أوكرانيا تحولت إلى صراع دولي بفعل السياسات الغربية، مشيراً إلى أن جذور الأزمة تعود إلى التوسع المستمر لحلف الناتو والاستفزازات الأمريكية تجاه المصالح الروسية، كما علق على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول إمكانية إرسال صواريخ "باتريوت" لأوكرانيا، مفسراً إياها بأنها محاولة لـ"جس النبض" الروسي.
جذور الصراع: الناتو يدفع روسيا للحرب
اوضح ملحم ان النقاط الخلافية بين روسيا والغرب "أكبر من أوكرانيا نفسها"، موضحاً أن الغرب هو من حوّل الأزمة إلى صراع دولي عبر ضخ الأسلحة وتوسيع الناتو
و أضاف : روسيا بدأت العملية العسكرية لحماية سكان دونباس، لكن الغرب بدلاً من معالجة مخاوفها، زاد من دعمه العسكري لأوكرانيا، وضم دولاً جديدة للناتو، ونشر قواعد صاروخية عند الحدود الروسية.
وأشار إلى تصريح رئيس الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز الذي قال إن واشنطن ستستمر في "الضغط على روسيا حتى تتهالك"، مما يعكس نوايا أمريكية مبيتة لـ"تحطيم روسيا" والسيطرة على مواردها.
مفاوضات ترامب وبوتين"مسرحية سياسية"
عند سؤاله عن التقارير التي تتحدث عن مفاوضات "إيجابية" بين ترامب وبوتين، رد دكتور ملحم بأن ما يُناقش سراً لا يُكشف علناً، وقال الوفود الروسية محترفة وتعرف دقائق الأمور، لكن واشنطن ترفض معالجة جذور المشكلة، لذلك لن يكون هناك حل نهائي.
وأضاف أن تصريح ترامب عن إرسال "باتريوت" لأوكرانيا هو تكتيك لاستكشاف رد فعل موسكو، خاصة أن القدرة التصنيعية الأمريكية لا تكفي لتغطية احتياجات أوكرانيا وإسرائيل والمحيط الهادئ في آن واحد.
العقوبات الأمريكية
قال الباحث السياسي آصف ملحم إلى اتصال بوتين وترامب الذي ناقش فيه الأخير فرض عقوبات جديدة، قائلا: روسيا استعدت لهذا السيناريو منذ سنوات. العقوبات لن تؤثر عليها، بل ستضرب الاقتصاد الأمريكي، خاصة إذا فرضت رسوماً بنسبة 500% على المنتجات الروسية،محذرًا من أن واشنطن قد تُحرض توترات جديدة في القوقاز وآسيا الوسطى عبر تركيا، ما قد يفاقم الأزمات الإقليمية.
واختتم دكتور ملحم بالقول إن روسيا تسعى لبناء نظام دولي جديد بعيداً عن الهيمنة الغربية، مؤكداً أن العقوبات ستفقد تأثيرها مع الوقت، مضيفًا ، اللحظة آتية ستنفصل فيها روسيا كلياً عن الغرب، هذه حرب وجود بالنسبة لها، ولن تتراجع".
يذكر أن الدعوات الدولية لوقف الحرب تتصاعد، لكن الخلافات الجوهرية حول الأمن الأوروبي ومستقبل الناتو تُبقي الأمل في حل قريب مُعلقاً.