ما شروط أداء الصلاة بالحذاء خارج المنزل؟ الإفتاء توضح الحكم

كثيرًا ما تُطرح تساؤلات تتعلق بأفعال قد تبدو غريبة أثناء أداء الصلاة، خصوصًا عندما لا تتوافق مع ما اعتاده الناس في بيئاتهم الدينية. من بين هذه التساؤلات الشائعة: هل تجوز الصلاة بالحذاء؟ وهل هناك فرق بين الصلاة بالحذاء في المسجد أو في الأماكن المفتوحة؟ وما هو الرأي الفقهي في هذا الأمر؟
دار الإفتاء: الصلاة بالحذاء جائزة بشرط الطهارة
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة بالحذاء جائزة من الناحية الشرعية، بشرط تحقق طهارته وخلوه من النجاسة. وأكدت أن هذا الحكم ينطبق على الأماكن غير المفروشة، مثل الحدائق وأماكن العمل، وليس داخل المساجد المغطاة بالسجاد.
وجاء في بيان الدار:
“الصلاة بالنعال جائزة شرعًا ما دامت طاهرة، وقد صلّى النبي ﷺ وأصحابه في نعالهم. لكن الأفضل في مساجدنا المفروشة ألا يُصلى فيها بالنعال، حفاظًا على النظافة، لا لأن الصلاة بها غير صحيحة.”
وأشارت إلى أن المسألة لا تتعلق بصحة الصلاة، وإنما تدخل في باب الذوق العام، واحترام مشاعر المصلين، وتجنب إثارة الجدل.
شروط أداء الصلاة بالحذاء:
• طهارة الحذاء: يجب أن يكون الحذاء نظيفًا وخاليًا من النجاسة، سواء كانت ظاهرة أو غير مرئية. وقد استُدل على ذلك بما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حين سُئل: “أكان النبي ﷺ يصلي في نعليه؟” فقال: “نعم” (رواه البخاري).
كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ خلع نعليه أثناء الصلاة عندما أخبره جبريل عليه السلام أن بهما أذى، فأمر الصحابة أن يتفقدوا نعالهم قبل الصلاة، ما يؤكد أهمية الطهارة.
• عدم الإضرار بنظافة المكان: يجب التأكد من أن الحذاء لا يسبب تلويثًا لموضع الصلاة، خاصة إذا كان المكان مفروشًا أو نظيفًا، مثل المساجد أو الأماكن المغطاة بالسجاد كالمكاتب. وفي مثل هذه الحالات، يُستحب خلع الحذاء احترامًا لقدسية المكان وحرصًا على نظافته.
• وجود حاجة حقيقية: يُشترط أن تكون هناك مبررات منطقية لارتداء الحذاء أثناء الصلاة، كالصلاة في أماكن مكشوفة، أو في ظروف صعبة مثل حرارة الشمس الشديدة، أو الأرض الخشنة، كما هو الحال في الصحارى أو مواقع البناء. ففي مثل هذه الأحوال، قد يصعب أداء الصلاة حافي القدمين، ويكون لبس الحذاء ضرورة عملية
في المسجد.. الأفضل خلع الحذاء احترامًا للمكان والمصلين
ورغم جواز الصلاة بالحذاء، فإن علماء الدين يرون أن الأفضل خلع النعال عند دخول المساجد المفروشة، وذلك مراعاة لحرمة المكان ونظافته، وكذلك احترامًا لمشاعر الناس. وفي هذا السياق، يقول الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء:
“المسألة فيها سعة، لكن الأهم ألا تُحدث أذى أو جدلًا بين الناس.
السنة النبوية: النبي صلى الله عليه وسلم صلى بحذائه
جاء في كتب الحديث أن النبي محمد ﷺ كان يصلي أحيانًا وهو منتعل، وكذلك أصحابه، خصوصًا أثناء الغزوات أو في الأماكن غير المفروشة. فقد رُوي عن النبي ﷺ أنه قال:
“كان النبي ﷺ يصلي في نعليه” (رواه البخاري وأبو داود)،
كما قال أيضًا:
“خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم” (رواه أحمد وأبو داود).
وتدل هذه الأحاديث على أن الصلاة بالحذاء ليست فقط جائزة، بل قد تكون من السنن المهجورة في بعض الحالات، بشرط أن يكون الحذاء طاهرًا وخاليًا من النجاسة، وأن لا يكون في المكان ما يمنع ذلك.