هل يجوز خروج النساء لصلاة الجمعة.. وما ضوابط ذلك ؟ الإفتاء توضح

مع كل يوم جمعة، يتجدد التساؤل لدى كثير من النساء المسلمات: هل يجوز لهن الخروج لأداء صلاة الجمعة في المسجد؟ وهل صلاتها في المسجد تُجزئ عن الظهر؟
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن المرأة المسلمة يجوز لها شرعًا أن تخرج لأداء صلاة الجمعة في المسجد، إذا رغبت في ذلك، مع التزامها بالضوابط الشرعية التي تحفظ كرامتها وتصون آداب العبادة.
وفي بيان نُشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أوضحت أن صلاة الجمعة ليست فرضًا على النساء، وإنما الواجب في حقهن هو صلاة الظهر في بيوتهن، إلا أنه إذا خرجن إلى المسجد وصلّين الجمعة خلف الإمام، أجزأتهن عن الظهر، وصحت صلاتهن، ولا يُطلب منهن إعادة الصلاة.
وجاء في نص البيان:
“الأصل في الشريعة الإسلامية أن الجمعة فريضة على الرجال، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ}، وقد اتفق الفقهاء على أن هذه الفريضة لا تلزم النساء، تخفيفًا عنهن، واعتبارًا لطبيعة أدوارهن في البيوت.”
شروط وضوابط خروج المرأة للجمعة
رغم أن حضور الجمعة غير واجب، فقد شددت دار الإفتاء على أنه لا مانع من خروج النساء لصلاة الجمعة ما دام المسجد يوفّر مكانًا مخصصًا لهن، مع مراعاة عدة شروط شرعية، منها:
• أن تخرج محتشمة بلباس شرعي ساتر وغير لافت.
• ألا تضع زينة أو طيبًا يُلفت الأنظار.
• أن يكون خروجها بإذن وليها إن كانت تحت رعاية أو وصاية.
• أن لا يترتب على خروجها فتنة أو اختلاط محرم.
وأكدت المؤسسة أن المرأة إذا حضرت الجمعة واستوفت هذه الضوابط، فصلاة الجمعة تُجزئها عن الظهر، ولا تُصلي الظهر بعدها.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور عبد الله سعيد، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إلى أن خروج المرأة إلى المسجد في الإسلام أمرٌ مشروع، بل كان معمولًا به في زمن النبي ﷺ، حيث ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النساء كنّ يحضرن خطب الجمعة والصلاة خلف النبي.
وأضاف الدكتور سعيد:
“النبي ﷺ قال: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن، أي أن الأصل هو الإباحة، مع التأكيد على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من حيث الثواب، لكن لا منع إن أرادت الخروج للمسجد ووجدت فيه راحة وخشوعًا أكثر.”