هل يجوز صيام عاشوراء منفردًا؟..علماء الأزهر يجيبون
مع اقتراب يوم عاشوراء، الذي يوافق العاشر من شهر الله المحرم، يتجدد سؤال يتردد كثيرًا بين المسلمين: هل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا دون أن يُصام قبله أو بعده؟
وفي وقت يحرص فيه كثير من المسلمين على إحياء هذا اليوم المبارك بصيامه طلبًا للأجر والمغفرة، يظل الجدل قائمًا حول ما إذا كان صيام يوم عاشوراء وحده دون التاسع أو الحادي عشر مكروهًا أو جائزًا، وما هو الأفضل شرعًا.
الأزهر: الصيام جائز ولا حرج في إفراده
أكد علماء الأزهر الشريف، ، أن صيام يوم عاشوراء منفردًا جائز شرعًا، ولا إثم فيه، لكن الأفضل هو أن يُصام قبله يوم أو بعده يوم، وذلك اتباعًا لهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضحت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء، وأخبر أن صيامه يُكفّر السنة الماضية، كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال:
“يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ” [رواه مسلم].
لكن حين علِم النبي بأن اليهود كانوا يصومونه أيضًا تعظيمًا لليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون، قال عليه الصلاة والسلام:
“لَئِن بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ” [رواه مسلم].
المذاهب الأربعة: لا كراهة في إفراده
أجمع الفقهاء أن إفراد عاشوراء بالصيام لا يُعدّ مكروهًا في أي من المذاهب الأربعة، وأن الأمر واسع، فلو صامه المسلم وحده نال الأجر والثواب بإذن الله، لكن الأفضلية تظل في الجمع بين التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، للتفريق عن صيام اليهود.
فضائل يوم عاشوراء
ويُعد يوم عاشوراء من الأيام العظيمة في الإسلام، إذ ورد أن الله أنجى فيه نبيه موسى عليه السلام من فرعون، وهو اليوم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
“أنا أحقُّ بموسى منهم”، فصامه، وأمر بصيامه.
كما أنه من أيام التكفير ورفع الدرجات، لذلك يستحب الإكثار فيه من الصوم، والذكر، والصدقة، والدعاء، خاصة أنه يأتي في شهر المحرم، وهو من الأشهر الحرم التي عظّمها الله.
وبناءا على ذلك :
، يُجمع العلماء أن صيام يوم عاشوراء منفردًا جائز لا حرج فيه، ويُكتب لصاحبه أجر عظيم بإذن الله، لكن اتباع السنة يكون بإضافة يوم إليه، إما التاسع أو الحادي عشر، وذلك لزيادة الأجر ومخالفة اليهود. وتبقى النية الصادقة وحسن القصد هما الأساس في نيل بركة هذا اليوم العظيم
