عاجل

فضل الدعاء في يوم عاشوراء.. أبواب السماء مفتوحة في يوم النجاة والتوبة

يوم عاشوراء
يوم عاشوراء

مع اقتراب دخول يوم عاشوراء، تتزايد الأسئلة حول العبادات المستحبة في هذا اليوم المبارك، وعلى رأسها الدعاء، الذي يُعد من أعظم القربات إلى الله عز وجل. فرغم أن صيام يوم عاشوراء هو الأكثر شهرة بين المسلمين، فإن الدعاء فيه له منزلة عظيمة وفضل كبير، باعتباره يومًا من أيام الله التي تجلّت فيها نُصرة الحق وهلاك الظالم، حين نجّى الله تعالى نبيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده.

الدعاء عبادة عظيمة لا تُرد في الأيام الفاضلة

يُعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي حضّ عليها الإسلام، وجعلها صلة مباشرة بين العبد وربه، لا تحتاج إلى وسيط أو مكان معين. يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“الدعاء هو العبادة” [رواه الترمذي].

وفي الأيام الفاضلة، يكون للدعاء مكانة أسمى وأقرب للإجابة، خاصة في يوم عاشوراء، الذي ارتبط بحدث إيماني عظيم فيه تجلّى نصر الله لعباده الصالحين، وارتفع فيه الظلم، وتجددت فيه معاني التوبة والخضوع لله.

عاشوراء.. يوم استجابة للدعاء والتقرب إلى الله

يوم عاشوراء، كما تؤكد دار الإفتاء المصرية، هو من أيام الله التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاء، وطلب الحاجات، والاستغفار، والتوبة النصوح. ورغم عدم ورود حديث صحيح صريح يربط استجابة الدعاء بيوم عاشوراء تحديدًا، إلا أن عموم الأحاديث التي تتحدث عن فضل الدعاء في الأيام المباركة، تنطبق على هذا اليوم الذي عظّمه النبي صلى الله عليه وسلم، وصامه، وأمر بصيامه.

ويقول أحد العلماء :

“الدعاء في يوم عاشوراء باب مفتوح لكل من ضاقت به الدنيا، ولكل من أراد أن يُقرّب مسألته إلى الله، فالدعاء فيه يحمل روحًا خاصة لأنه يوم من أيام النصر والتجلي الإلهي”.

ماذا يُستحب أن ندعو في يوم عاشوراء؟

الدعاء في يوم عاشوراء ليس له صيغة محددة، لكن يُستحب الإكثار من:
• الاستغفار: “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، سره وعلانيته”.
• التوبة: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، واغفر لنا وارحمنا”.
• الدعاء للمغفرة: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا”.
• الدعاء للرزق وتيسير الأمور: “اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، وبارك لي في رزقي”.
• الدعاء للوالدين، وللمسلمين كافة، أحياءً وأمواتًا.

ويستحب أيضًا أن يكون الدعاء في جوف الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات، مع الإلحاح والخشوع، وحضور القلب


آداب الدعاء:

أولًا: الإخلاص لله تعالى

الإخلاص هو أساس العبادة، والدعاء لا يُقبل إذا كان مشوبًا برياء أو غرض دنيوي صرف. قال الله تعالى:
﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر: 14].
فينبغي للعبد أن يتوجه بقلبه كله إلى الله، دون أن يُشرك في دعائه أحدًا، أو يطلب ما فيه معصية.

ثانيًا: التضرع والخشوع

من أعظم آداب الدعاء أن يكون العبد متذللًا بين يدي ربه، خاشعًا، منكسر القلب، فقد قال الله تعالى:
﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
أي أن الدعاء لا يكون بتكلف أو صياح، بل بخشوع في القلب، وبصوت منخفض أقرب إلى المناجاة.

ثالثًا: التيقن بالإجابة

يجب على الداعي أن يكون واثقًا بأن الله سيستجيب له، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة” [رواه الترمذي].
ولا يجوز أن يدعو الإنسان وهو في قلبه شك، أو يقول: “إن شئت يا رب فأعطني”، فهذا من سوء الأدب.

رابعًا: البدء بحمد الله والصلاة على النبي

من الآداب المهمة أن يبدأ الداعي دعاءه بـحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل حاجته، ويختم الدعاء بالصلاة على النبي مرة أخرى. قال بعض العلماء: “الدعاء بين صلاتين على النبي لا يُردّ”.

خامسًا: الدعاء بالأسماء الحسنى

قال الله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]،
ويُستحب أن يُقدّم الداعي حاجته بأسماء الله المناسبة، كأن يقول:
“يا رحيم، ارحمني”، “يا رزّاق، ارزقني”، “يا شافي، اشفِ مرضاي”.

سادسًا: عدم التعجل

من الآداب العظيمة أن لا يتعجل العبد في طلب الإجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يُستجب لي” [متفق عليه].
فالإجابة قد تأتي عاجلة أو مؤجلة، أو يصرف الله بها شرًا أكبر.

سابعًا: اختيار أوقات الإجابة

من السنة أن يختار المسلم الأوقات الفاضلة للدعاء، مثل:
• وقت السحر (قبيل الفجر)
• أثناء السجود في الصلاة
• بين الأذان والإقامة
• يوم الجمعة
• في يوم عرفة
• في ليلة القدر

ثامنًا: الإلحاح وتكرار الدعاء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكرر الدعاء ثلاثًا، ويُلح على ربه. وهذا من أعظم أسباب القبول، فالله يحب العبد المُلح، ويستجيب لمن يُكرّر المسألة بإيمان

تم نسخ الرابط