هل يجوز صيام عاشوراء للزوجة دون إذن الزوج؟.. حديث نبوي يحذر

مع حلول يوم عاشوراء، أحد أعظم الأيام في السنة الهجرية، يزداد حرص المسلمين على صيامه نيلًا للثواب وتكفيرًا للذنوب، وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله” [رواه مسلم].
وفي هذا السياق، تكثر التساؤلات من النساء المتزوجات حول حكم صيام عاشوراء دون إذن الزوج، خاصة إذا كان الصيام تطوعًا لا فرضًا.
فهل يجوز للزوجة أن تصوم عاشوراء دون استئذان زوجها؟ وهل يحق للزوج منعها من الصيام؟
دار الإفتاء: لا تصوم المرأة تطوعًا وزوجها حاضر إلا بإذنه
في ردها على هذا السؤال المتكرر، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزوجة لا يجوز لها أن تصوم صوم تطوع وزوجها حاضر إلا بإذنه، وذلك استنادًا إلى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه”.
وأوضح العلماء أن المقصود بـ”بعلها شاهد” أي أنه حاضر معها في البيت، وليس مسافرًا أو غائبًا. والسبب في ذلك أن حق الزوج على زوجته واجب حال حضوره، وصيام النافلة ليس واجبًا عليها، وبالتالي يجب ألا تُقدّم طاعة نافلة على طاعة واجبة.
هل ينطبق ذلك على صيام عاشوراء؟
صيام يوم عاشوراء وإن كان من أعظم أيام السنة من حيث الثواب، إلا أنه يظل نافلة وليس فرضًا، لذا تسري عليه أحكام صوم التطوع.
كما أن المرأة إذا صامت دون علم زوجها، وكان في ذلك تفريط في حقه أو تعارض مع حاجته، فإن الصيام غير جائز شرعًا. أما إن أذن لها، أو لم يكن هناك ما يمنعه، فلا حرج عليها، ويكون صيامها مقبولًا بإذن الله.
النية والاحترام أساس العلاقة الزوجية
الاستئذان لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه انتقاص من كرامة المرأة، بل هو من باب احترام العلاقة الزوجية وتقدير الحقوق المتبادلة، فكما تحرص المرأة على طاعة الله، فإن طاعة زوجها فيما لا معصية فيه هي جزء من طاعة الله نفسها.
وبناء على ذلك:
- صيام عاشوراء نافلة مستحبة وليس فرضًا.
- يجب على الزوجة استئذان الزوج إن كان حاضرًا في صيام النافلة.
- إن أذن الزوج، أو علم ورضي، جاز الصيام وثبت الأجر.
- إن رفض الزوج وكان له عذر شرعي أو حاجة قائمة، وجب على الزوجة الامتناع