عذاب القبر ونعيمه.. 30 آية منجية في ليلة تاسوعاء والجمعة اغتنمها

عذاب القبر واحد من الأمور التي يخشاها كل مسلم ومسلمة، ومع اقتراب ليلة الجمعة الثانية من محرم 1447، والتي توافق ليلة تاسوعاء يغفل الكثيرون عن عمل عظيم من شأنه أن يقي من عذاب القبر.
حقيقة عذاب القبر
أكدت دار الإفتاء أن عذاب القبر من الأمور الغيبية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولا مجال لإنكارها.
واستشهدت بالآية الكريمة: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" (غافر: 46)، موضحة أن هذه الآية تشير إلى عذاب القبر قبل يوم القيامة.
كما استدلت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حينما مر على قبرين وقال: "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، فأما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة". وأكدت أن الحديث يثبت وقوع العذاب في القبر بسبب أعمال الإنسان في الدنيا.
ودعت دار الإفتاء إلى ضرورة التعامل مع القضايا الدينية بحذر، وعدم إثارة الجدل حول الثوابت العقائدية دون علم، محذرة من تأثير هذه المناقشات على وعي المجتمع.
30 آية منجية من عذاب القبر كل ليلة.. اغتنمها
يقول الشيخ محمد عبدالله الأزهري، من علماء الأزهر إن هناك بشارتين للمؤمنين فيما يخص عذاب القبر، وهما:
1- عذاب القبر للمسلمين العُصاة مؤقت: «بيبقى عذابهم على قد ذنوبهم وبعدها بيخلص، بعكس عذاب القبر للكفار والمشركين اللي بيبقى دائم بيستمر طول حياتهم البرزخية ومابيخلصش لحد ماتبدأ أهوال يوم القيامة».
2- من رحمة ربنا بـ أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إن في حاجات بسيطة بترد عذاب القبر أو بتقلل مدته .. أولها المداومة على سورة المُلك كل ليلة.. ومنها التوبة، الحسنات الماحيات للذنوب، الصدقة، الدعاء، والعمل الصالح إلى أهل الميت ومعارفه بيعملوه ليه بعد وفاته.
وشدد:«احمي نفسك من عذاب القبر بالمواظبة على سورة المُلك كل ليلة 30 آية في خمس دقائق فقط».
خالد الجندي يرد على منكري عذاب القبر ونعيمه
في الوقت نفسه، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم يقدم أدلة واضحة على وجود عذاب القبر ونعيمه، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص ينكرون هذه الحقيقة بسبب قلة دراستهم للقرآن والسنة والعقل السليم.
وأضاف خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، أن قصة الرجل الذي ورد ذكره في سورة ياسين، تكشف عن الفجوة الزمنية التي يشتهر بها القرآن، حيث يقول الله تعالى: "قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ"، موضحًا أن هذه الآية تؤكد أن الرجل كان في عالم البرزخ، وهو أول منازل الآخرة، حيث يدرك الإنسان مصيره من اللحظة الأولى لدخوله القبر.
وأشار إلى أن القبر هو محطة انتقالية بين الدنيا والآخرة، حيث يكون للميت وعي كامل بما ينتظره، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "القبر أول منازل الآخرة"، موضحا أن أهل العلم اعتبروا أن البرزخ يعد بداية للآخرة بالنسبة للميت، لكنه بالنسبة للأحياء لا يزال جزءًا من الدنيا.
وأكد الجندي أن من ينكر عذاب القبر يرتكب خطأ كبيرًا، متسائلًا: "ماذا لو كان هناك عذاب قبر وأنت أنكرته؟ كيف سيكون موقفك عند الموت؟"، لافتًا إلى أن النبي ﷺ أشار إلى أن بعض الصحابة، مثل عروة بن مسعود الثقفي، يشبهون صاحب ياسين في دعوتهم إلى الله حتى بعد وفاتهم.
وشدد على أن القرآن يستخدم اللغة العربية بدقة وإعجاز، مستشهدًا بقوله تعالى: "مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ"، موضحًا أن التحولات اللغوية في كلمة "يَخِصِّمُونَ" بدلًا من "يختصمون" تدل على شدة الخصام، مما يعكس بلاغة القرآن وإعجازه اللغوي.