في ذكرى وفاته.. محطات مضيئة في حياة الشيخ كامل يوسف البهتيمي
تحل اليوم ذكرى وفاة الشيخ كامل يوسف البهتيمي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 6 فبراير 1969.
يعد الشيخ كامل يوسف البهتيمي، أحد أبرز قرّاء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، الذي ترك بصمة لا تُنسى بصوته الخاشع وأسلوبه الفريد في التلاوة.
نشأته وبدايته مع القرآن
وُلد الشيخ كامل يوسف البهتيمي عام 1922 في قرية بهتيم التابعة لمركز شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وسط أسرة مصرية بسيطة.
حيث نشأ في بيئة متدينة، وكان والده حريصًا على تعليمه تعاليم الدين الإسلامي، فبدأ رحلته مع القرآن منذ الصغر، حيث أتم حفظه كاملًا قبل أن يبلغ العاشرة من عمره.
الشيخ كامل يوسف البهتيمي
التحق الشيخ كامل يوسف البهتيمي بالكتّاب وتلقى تعليمه على يد مجموعة من المشايخ، كان أبرزهم الشيخ محمد الصيفي، أحد كبار المقرئين في عصره، الذي ساعده على إتقان أحكام التلاوة والتجويد، مما مهد له الطريق ليكون من كبار قراء القرآن لاحقًا.
رحلة الشيخ البهتيمي في الإذاعة
بدأت شهرة الشيخ البهتيمي تتوسع عندما بدأ يحيي السهرات الدينية والمناسبات المختلفة، حيث لفت أنظار عشاق التلاوة بصوته العذب وخشوعه في القراءة.
ولم تمضِ سنوات طويلة حتى أصبح اسمه متداولًا بين محبي القرآن الكريم، إلى أن جاءت اللحظة الفارقة في مسيرته عندما التحق بالإذاعة المصرية عام 1953، ليصبح واحدًا من قرائها المعتمدين.
الشيخ كامل يوسف البهتيمي
وفتحت قراءته عبر أثير الإذاعة المصرية، آفاقًا أوسع، وجعلت صوته يصل إلى الملايين في مصر وخارجها، فذاع صيته في العالم الإسلامي، وأصبح يُدعى لإحياء المناسبات الدينية في مختلف الدول العربية والإسلامية.
الشيخ البهتيمي.. القارئ الرسمي لمسجد عمر مكرم
بفضل صوته المميز، تم تعيين الشيخ كامل يوسف البهتيمي قارئًا رسميًا لمسجد عمر مكرم الشهير في ميدان التحرير بالقاهرة، وهو منصب مرموق جعله في مقدمة المقرئين الذين تلهف الناس للاستماع إليهم، سواء في صلوات التراويح في رمضان أو خلال المناسبات الدينية الكبرى.
أسلوب الشيخ البهتيمي.. خشوع يلامس القلوب
تميز الشيخ كامل يوسف البهتيمي، بصوت قوي وعذب، يجمع بين الجمال والخشوع، وكان لأسلوبه الفريد تأثير بالغ على مستمعيه، حيث كان يحرص على إيصال المعاني بأداء متزن بعيدًا عن التكلف.
مميزات الشيخ كامل يوسف البهتيمي في التلاوة
تميز الشيخ كامل يوسف البهتيمي، في تلاوته للقرآن الكريم بنبراته الهادئة ووضوح مخارج الحروف والتوازن في الطبقات الصوتية.
الشيخ البهتيمي.. صوت مصر القرآني إلى العالم
لم تقتصر شهرة الشيخ البهتيمي على مصر فقط، بل انتقلت إلى مختلف الدول الإسلامية، حيث كان يُدعى لإحياء الليالي الرمضانية في السعودية، والعراق، وسوريا، ودول الخليج العربي، فضلًا عن زيارته لدول أفريقية وآسيوية نشرت صوته إلى آفاق أوسع.
الشيخ كامل يوسف البهتيمي
وقد كانت زياراته للحرمين الشريفين من المحطات المميزة في حياته، حيث تلا القرآن في المسجد الحرام والمسجد النبوي، واستمع إليه المصلون بشغف وتأثر عميق.
حياته الشخصية.. عائلة بسيطة وزهد في الدنيا
رغم شهرته الواسعة، عاش الشيخ كامل يوسف البهتيمي حياة بسيطة، حيث كان محبًا لأسرته، وحرص على تربية أبنائه تربية إسلامية سليمة، وكان مثالًا للزهد والتواضع، فلم يسعَ للثراء أو الشهرة، بل كان هدفه الأساسي هو خدمة القرآن الكريم ونشر تعاليمه.
وفاته الشيخ البهتيمي
في 6 فبراير 1969، توفي الشيخ كامل يوسف البهتيمي عن عمر ناهز 47 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، ليرحل في ريعان عطائه، تاركًا خلفه إرثًا قرآنيًا خالدًا.
تسجيلات الشيخ كامل يوسف البهتيمي
يُعد الشيخ كامل يوسف البهتيمي من الأصوات التي حفرت اسمها في سجل التلاوة القرآنية، حيث لا يزال صوته يُدرَّس ويُستمع إليه من قبل محبي القرآن الكريم، ومن أبرز تسجيلاته، تلاواته من سورة البقرة، وسورة يوسف، وسورة الكهف التي تُعد من أجمل ما قدم، بالإضافة إلى تسجيلاته النادرة للإذاعة المصرية التي لا تزال تُذاع حتى الآن.
