هل الإنسان أصله قرد؟ ..الشيخ خالد الجندي يرد على أنصار نظرية التطور

حذر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من الانسياق خلف أفكار مغلوطة يُروّج لها البعض عن أصل الإنسان، مطالبا بعدم التسليم لأي شخص يتكلم في الأمور الغيبية دون علم .
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "يجي واحد يقول لك أصل الإنسان أصله قرد، وجايب لك كلام داروين، سيجمون داروين بيقول كذا وكذا, طيب القرآن بيقول إيه؟ بيقول: (ولقد كرمنا بني آدم)، وبيقول: (إني جاعل في الأرض خليفة).يعني أول مخلوق بشري هو سيدنا آدم عليه السلام، وأنا مصدق، أنت مش مصدق؟ أنت حر".
وشدد الشيخ الجندي على أن القرآن الكريم وضع أُسسًا واضحة لما يتعلق بعالم الغيب، وقال: "ربنا بيقول: (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا).. محدش شاف خلق السماوات ولا الأرض ولا حتى خلق نفسه، عشان كده ربنا بيقول: (قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض)، يعني الغيب ملك لله وحده".
الغيب الزمني والمكاني
وأشار الجندى، إلى أن الغيب نوعان: غيب زمني وغيب مكاني، موضحًا: "أنا دلوقتي هنا، مش عارف إيه اللي بيحصل في البيت، ومش عارف إيه اللي هيحصل كمان نص ساعة..ده كله من علم الغيب، وربنا سبحانه وتعالى عنده علم الغيب كله، وعنده غيب السماوات والأرض بالكامل".
وتابع قائلا: "لا تسلموا أنفسكم في أمور الغيب لناس مغرضين، لا هم فاهمين ولا مؤهلين.. اسمعوا كلام ربنا، كلام الوحي، مش كلام اللي بيتهوا في ظلمات النظريات".
وفى وقت سابق شرح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم تدل على دقة هذا الفارق الزمني، مؤكدًا أن هذه المعرفة تعد من أوجه الإعجاز العلمي في كتاب الله.

معياران لحساب الزمن
وخلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أشار الجندي، إلى أن كلًا من الشمس والقمر، يمثلان أدوات فلكية دقيقة لحساب الوقت، قائًلا: "القمر متحرك والشمس متحركة، ولذلك جعلهما الله معيارًا لحساب الزمن، لكن كل أمة اختارت ما يناسب ثقافتها".
وأوضح خالد الجندي، أن الأمم الأعجمية اتخذت من الشمس مرجعًا لتقويمها السنوي، وهو ما يعرف بـالسنة الشمسية، في حين أن العرب، ومنهم المسلمون، اعتمدوا على القمر، مؤكدًا أن ترتيب القمر أكثر ثباتًا في تحديد الأيام والأشهر.
الفرق الزمني بين التقويمين
وبيّن الجندي، أن التقويم الميلادي (الشمسي) والتقويم الهجري (القمري) يختلفان بفارق سنوي قدره 11 يومًا، وهو ما يراعيه المسلمون في احتساب الأعياد الدينية والمناسبات الروحية، قائًلا: "السنة الشمسية تزيد عن القمرية بـ11 يومًا، وهذا الفارق السنوي يزداد كل عام، حتى يتكوّن فرق زمني كبير مع مرور الزمن".
وفي إطار توضيحه للإعجاز القرآني المرتبط بهذا الموضوع، استشهد الجندي، بقول الله تعالى في سورة الكهف: "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا" (الكهف: 25)، مؤكدًا أن هذه الآية تمثل معادلة رياضية دقيقة لحساب الفرق بين 300 سنة شمسية و300 سنة قمرية.
وقال خالد الجندي:" لو ضربنا الفرق السنوي بين التقويمين (11 يومًا) في 300 سنة، سنحصل عل 3300 يوم، وهو ما يعادل 9 سنوات قمرية تقريبًا، أي أن 300 سنة شمسية تساوي 309 سنوات قمرية، تمامًا كما ذكرت الآية".
القرآن معجزة علمية
وشدد خالد الجندي، على أن هذا التوافق العددي الدقيق لا يمكن أن يصدر عن بشر أمي لا يقرأ ولا يكتب، في إشارة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن ذلك يمثل دليلًا جديدًا على أن القرآن الكريم منزل من عند الله وليس من تأليف النبي كما يزعم البعض.
وأضاف: "هذه معادلة رياضية دقيقة نزلت على نبي أمي، ما يؤكد أن القرآن معجزة إلهية لا يمكن دحضها، وأنه كتاب يحوي بين سطوره من العلوم ما لم تصل إليه البشرية إلا بعد قرون".

خصوصية إسلامية متجددة
واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أهمية التمسك بالتقويم الهجري، ليس فقط لأنه جزء من الهوية الإسلامية، بل لأنه يمنح المسلمين خصوصية زمانية تتصل بمناسباتهم الدينية والشعائر التعبدية مثل رمضان والحج والعيدين، داعيًا إلى إحياء الوعي بالتقويم القمري في المجتمعات الإسلامية.