عاجل

لا أدعي محبة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأل بيته الطيبن،لكن شعور ينتابني أنه لم يحب سيدنا النبي وأله أحد مثلي،وأعتقد أنه شعور لا إرادي لا يمكن أن ينتقدني فيه أحد،فكل منا يعتقد أنه يحب رسول الله أكثر من غيره.

ذات يوم وأنا أتحدث مع شيخي ووالدي وأول من غرس حب سيدنا النبي وأله في قلبي،فقلت له وأنا ابنة الخمس سنوات:أتمنى أن أكبر يا أبي وأصبح صحافية ،فقال لي والدي وماذا بعد؟ قلت له أخذ "كاميرا " وأذهب إلى السعودية فأصور بيت سيدنا النبي في مكة ،وأين كان يجلس  ؟وأين كان ينام ،وأين كان يأكل،فتبسم والدي وفاجئني بجملة  : ياصغيرتي لقد أخفوا كل هذا ،فقلت بدهشة :لم يا أبي؟

فقال لي أبي :حتى لا يتزاحم المسلمون عليها ،ورغم المفاجأة إلا أن حلمي استمر  بأن أصبح صحفية ودعوت الله أن يحقق لي أمنيتي وأن أزور سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام وألتقط لروضته المباركة الصور الكثيرة التي تشبع عيني وقلبي.

وتحقق الحلم بفضل الله وأصبحت صحفية وبعدها بسنوات كتب الله لي أن أعتمر وتتكحل عيناي برؤية روض حبيبي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليست مرة واحدة بل مرتان،والتقطت صورا لا حصر لها شرف بها هاتفي.

ومنذ بضعة أيام كان لدي إلحاح في الدعاء بأن يكتب الله لي زيارة حبيبه المصطفى مرة أخرى، إلى أن حضرت احتفال وزارة الأوقاف بالهجرة النبوية ,وأتيحت لي فرصة عظيمة أن أزور الحجرة النبوية بمسجد سيدنا الإمام الحسين،وبينما يستعرض الشيخ المقتنيات ،كنت أنا في حال خاص ،ويكأنني في حضرة سيدنا النبي بالفعل .

وكلما عرض الشيخ إحدى المقتنيات كنت أقبلها قبلة ،إلى أن جاء وقت السيف،وقال الشيخ أن هذا السيف لم يحارب به سيدنا النبي ،وإنما كان يتكأ عليه ،وهنا سالت دموعي بشكل لا يتوقف ،وأنا في نفسي أريد أن أقول للشيخ "بالله عليك اختصر في السرد وناولني سيف رسول الله " ، وعندما مسكت بقبضة السيف قبلته قبلات متدافعة، وشعرت حينها أنني أقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،والله الذي لا إله إلا هو ،شعرت أن دموعي التي انهمرت في حضرة سيدنا النبي غسلتني ، في هذه اللحظة لم أفكر لحظة في أن أصور المقتنيات حتى لو سمحوا لي بالتصوير فلم يشغلني ،انما انشغل قلبي بساكنه صلى الله عليه وسلم،ودعوت الله أن يصلني دوما بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأن أسير على نهجه في كل دروب حياتي.

تم نسخ الرابط