بعد وفاة أحمد عامر.. فتوى رسمية تحذر من الشماتة في الموت وتبين عواقبها

الشماتة في الموت واحدة من الأمور السيئة التي انتشرت مؤخرًا وراجت على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع وفاة المطرب أحمد عامر صباح اليوم، انتشرت كثير من الأمور التي لا تليق ولا تستقيم مع الدين أو الإنسانية، فما هو حكم الشماتة في الموت؟
حكم الشماتة في وفاة المطرب أحمد عامر
التشفِّيَ والشماتة في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة وللفطرة الإنسانية السليمة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك"، بحسب ما ذكرته دار الإفتاء.
وقالت الإفتاء إن الشماتة بما ينزل بالغير من المصائب سواء الموت أو غيره من الأخلاق المذمومة والصفات القبيحة لذا فلا تجوز شرعًا.
وتابعت في فتوى لها: لا يجوز شرعًا للإنسان أن يَشْمَت في نزول المصائب على أحد سواء في الموت أو غيره من المصائب؛ فإنها خَصلةٌ ذَميمة، تأْبَاهَا النفوس المستقيمةُ، ويترفَّع عنها أصحاب المُروءات، ولذا نهت عنها الشريعة الإسلامية؛ فعن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتةَ لأخيك فَيَرْحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيكَ» رواه الترمذي.
وقالت، إنَّنَا نُذَكِّرُ مَن يمارس هذا الخلق السيء مع خلق الله أنَّ سنة الحياة التي قررها الله تعالى قاضيةٌ بأنَّ الإنسان لا يَثْبُت على حال واحدة؛ فإنَّه إنّما يعيش الحياة يومًا حزينًا، وأيامًا مسرورًا؛ قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
الشماتة في نزول المصائب
كما شددت على أن الشماتة في نزول المصائب على أحد سواء في الموت أو غيره من المصائب ممنوع شرعًا؛ فإنها خَصلةٌ ذَميمة، تأْبَاهَا النفوس المستقيمةُ، ويترفَّع عنها أصحاب المُروءات، فعن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتةَ لأخيك فَيَرْحَمَهُ الله ويَبْتَليك» رواه الترمذي.
وتابعت: سنة الله في الحياة أنَّ الإنسان لا يَثْبُت على حال واحدة؛ فإنَّه إنما يعيش الحياة يومًا حزينًا، وأيامًا مسرورًا، كما أنَّ الموت من المقادير التي كتبها الله تعالى على جميع الخلق؛ فكلُّ إنسان لا بد أنه سيموت؛ فلا ينبغي لأحد أن يشْمَت عند موت غيره، فالموت مما لا يمكن أن يَفِرَّ منه المرء مهما طال عمره، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
ولفتت إلى أن تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة. ويزيد الأمر بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات، فهذا الخُلق المذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار.
الموت.. مناسبة للعظة والاعتبار
وأضافت: ليس الموت مناسبةً للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازنًا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء.
وأكدت الإفتاء أن الشماتة بالمصائب والابتلاءات التي تقع للغير –ومنها الحوادث والموت-؛ ليس خُلُقًا إنسانيًا ولا دينيًا. والشامت بالموت سيموت كما مات غيره، والله تعالى قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} [سورة آل عمران: الآية 140].
واختتمت: النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، رواه الترمذي. فالشماتة والتشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيًّا كان مخالفًا للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة، فعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ لا الفَرَح والسرور.