إسرائيل وداعش وجهان للتطرف| مدير مرصد الأزهر: لسنا مؤسسة منغلقة والإرهاب الصهيوني صحح مغالطات حول القضية الفلسطينية (حوار)

رهام سلامة مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لـ نيوز رووم
الأزهر ليس مؤسسة منغلقة أومنحازه ولدينا قيادات نسائية بينهم مستشار للشيخ
نؤمن بالكفاءات والتنوع دون انحياز و35% من باحثي المرصد نساء
الغرب يعيش حالة رُهاب وكراهية ضد الإسلام والفوبيا مبرر لممارسات خاطئة
المرأة ليست لاستكمال «كادر» وعملها لا يقل عن الرجل
نسعى لاستعادة «أنتِ ملكة» بصورة تواكب التحديدات
التقى موقع «نيوز رووم» مع المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف الدكتورة رهام عبدالله سلامة، والتي أكدت خلال حديثها معنا سعى المرصد للتفاعل مع قضايا المسلمين حول العالم بالرصد والتحليل والجواب المباشر لما يشغل أذهانهم في القضايا المختلفة سواء المتعلقة بالإرهاب والتطرف أو الفكر الصحيح بشكل عام.
وإلى نص الحوار..
في البداية.. حديثنا عن دور الأزهر في متابعة القضية الفلسطينية وما يثار حولها في الإعلام الغربي؟
المرصد لديه وحدة اللغة العبرية؛ وحينما أنشئت سنة 2018 كان هدفها الرئيسي هو رصد القضية الفلسطينية في عيون الغرب والعالم الغربي، ونحن نهتم بهذه القضية باعتبارها قضية محورية، وهناك محاولات طمس الهوية على غرار ما يفعله الهندوس في الهند حيث نجد هناك قيام إسرائيل بالعمل على تغيير المسميات في الضفة الغربية ولا يقتصر الإرهاب على ما يحدث في قطاع غزة.
كما نشدد على أننا أمام إرهاب صهيوني على غرار داعش وما يقال بأنهم يفعلون ذلك وفق نصوص من الكتاب والسنة، وفضح النقاط المشتركة بين داعش وإسرائيل.
ماذا عن منتدى اسمع واتكلم؟
منتدى اسمع واتكلم ليس مقتصرًا على فترة الدراسة بل يمتد طوال العالم للحديث مع الشباب، وسيتم تخصيص جلسة للقضية الفلسطينية ماضيها وحاضرها وما نأمله في المستقبل.
كيف يمكن وصف قضية الإسلاموفوبيا، وهل تتزايد؟
إسرائيل وصلت للعالم والغرب أنهم يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم متمثلًا في حماس والفصائل الفلسطينية، مع اتضاح الأمر بصورة أكبر اكتشف زيف المخصصات الصهيونية وأصبح هناك وعي، وتقابل الحوادث الفردية بإجراءات رادعة ضد ما وصفوه بخطاب الكراهية.
أما عن الإسلاموفوبيا فهو مصطلح مغلوط لكنه لا يعبر عن رهاب الإسلام أو معاداة الإسلام أو كراهية الإسلام، لإن الفوبيا مبرر للشخص يجعله غير مسؤول عن فعله.
كما أن هناك خطوات إيجابية من قبل الدول تجاه المرتكبين لجرائم الكراهية ضد الإسلام، في مقابل يحث الأزهر وشيخه المسلمين على الإندماج والقبول بالقوانين المنظمة وأن يكونوا مسلمين منضبطين اسمًا وفعلًا.
قضايا المرأة واحدة من التحديات والأمور التي دائما ما تجعلنا متهمين فكيف تواجه؟
الإسلام أنصف المرأة وهي ليست كلمات للاستهلاك فالنصوص سواء في الكتاب والسنة شددت على هذه المكانة وبرزت أسماء أم المؤمنين والصحابيات لتوضح ما كانت عليه المرأة في زمن النبوة.
كما أن الأزهر دائما ما وصف بالمؤسسة المنغلقة وأصبح الرد عليهم عمليًا؛ فالمهام القيادية أصبح يمثلها نساء فضليات كمستشار شيخ الأزهر الدكتورة نهلة الصعيدي ومدير لمرصد وأمين عام مساعد للواعظات الدكتورة إلهام شاهين وغيرهن من العميدات، كما أن هناك 35 % من باحثين المرصد من السيدات وهو أمر معياره الكفاءة والخبرة وليس الانحياز.
أما عن التعريف بمكانة المرأة فمنذ 5 سنوات كانت هناك حملة المرصد «أنتِ ملكة» ونسعى اليوم للاستفادة من محاورها كـ «رفقًا بالقوارير، في زمن النبوة، انجازتها تلهمني»، وسيتم التحديث وإصدارها مرة أخرى.
ونشدد على أن المرأة ليست لاستكمال كادر ولكن تنوع إيجابي ولا تعمل بشكل أقل، وهنا في الأزهر نحيا بالتكامل ولا نؤمن بالتحيز فالعنصر المفيد سواء رجل أو امرأة هو الأهم.
ماذا عن رمضان داخل المرصد؟
هناك زخم على المستوى الإعلامي ونتواجد بصورة قوية ومفيدة، بالإضافة لما نقوم به من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حرصنا على التواجد من خلال التليفزيون مؤخرا كان هناك تواجد قوي على القنوات المصرية مثل الحياة والناس، لدينا برنامج فكر على قناة الناس، وبرنامج مرصد الأزهر قناة الحياة».
بالإضافة للبرنامجين قدمنا مقترحًا ليتضمن برنامج مرصد الأزهر فقرة لرمضان حول العالم بما يشمله من طقوس وعادات، بجانب ما يتضمنه من جولة إخبارية للرصد والتحليل، وجولة فكرية لما يشهده اليوم من أحداث دينية وربطها بالعمل على مواجهة التطرف وخطاب الكراهية، الحث على التعاون والسلام، كذلك الأمر بالنسبة لبرنامج فكر وتضمينه موضوعات رمضانية.
لدينا أيضا مجموعة من الأحاديث القدسية المتميزة التي نسعى لتسليط الضوء عليها من خلال برنامج «أنوار قدسية» والتي سيتم ترجمتها بالكثير من اللغات كونها تتضمن رسائل قدسية مهمة.
كذلك إطلاق مجموعة من الرسائل تحت عنوان «افهم تسلم» وهي رسائل قصيرة فيها دعوة للفهم المؤدي إلى الاستنارة والسلام، بجانب عدد من الأسئلة وعددها 136 سؤالًا من المسلمين حول العالم تتضمن عقائد ومعاملات تم الجواب على 50 سؤالًا منها بجواب مختصر ومباشر وسيتم تناولها على قناة الناس من خلال برنامج قضايا المسلمين حول العالم.

من هي الدكتورة رهام سلامة؟
الدكتورة رهام سلامة أستاذ اللغة الأردية، ورئيس وحدة الأردو بمرصد الأزهر والمدير التنفيذي الحالي تولت المهمة في يونيو من العام 2022، في إطار عناية الأزهر الشريف واهتمامه وتمكينه للمرأة وإيمانه بقدرتها على تقلد أعلى المناصب.
كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يوم المرأة المصرية، المتزامن مع الحادي والعشرين من مارس الماضي، تشغل منصب مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بمشيخة الأزهر، وهي من عائلة أزهرية فكان والدها الدكتور عبدالله سلامة عالمًا بالأزهر، وأستاذا في كلية أصول الدين وكان فنانًا، تمكن من رسم كل صور علماء الأزهر، ومازالت لوحاته معلقة في قاعة الإمام محمد عبده.
تعمل الدكتورة رهام سلامة، أستاذة للغة الأردية في كلية الدراسات الإنسانية لجامعة الأزهر، بجانب عملها في مرصد الأزهر، وهي أيضا إحدى الفاعلات والمساهمات بمركز الأزهر للترجمة، حيث أسهمت في إصداراته من ترجمات ومراجعات لأكثر من خمسة كتب ولعدد ضخم من المقالات المنقولة من الأوردية إلى العربية ومن العربية إلى الأوردية، وتحمل أيضًا صفة العضوية ببيت العائلة المصري.
سبق لها المشاركة في عدد كبير من المؤتمرات والجلسات المتعلقة بمكافحة التطرف العنيف على المستويين الإقليمي والدولي، وتمثيل الأزهر الشريف في الأمم المتحدة، وفي الاتحاد الأوروبي، وفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (فيينا)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفي الوفود الرئاسية الموفدة إلى الصين والهند.
وهي واحدة من المعنيات بقضايا شعوب الأوردو ولها من الحملات الداعمة لقضايا المرأة هناك وكان لها دور بارز في حملة المرصد “أنتِ ملكة”، و"هن"، و"رفقًا بالقوارير"، في العام 2017، ضمن فعاليات مؤتمر “مصر تستطيع بالتاء المربوطة”، مثلت مصر في 2016 بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إلى جانب قافلة دعوية إلى باكستان.
وتحمل الدكتور رهام سلامة صفة جهة الاتصال المعتمدة في القاهرة لدى معهد أريجاتو الدولي، وسفيرة منظمة أديان من أجل السلام religions for peace التابعة للأمم المتحدة، وعضو مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينيين بالأردن، وشاركت في اكثر من أربعين مؤتمر وورشة عمل دولية. كما مثلت الأزهر الشريف في مجلس الأمن بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.