عاجل

أمين «البحوث الإسلامية»: خطة دعوية مكثفة خلال شهر رمضان ونواجه خطر الإلحاد بالفكر والتحصين | حوار

أمين عام مجمع البحوث
أمين عام مجمع البحوث الإسلامية

أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لـ نيوز رووم:

لدينا ما يقرب 3300 آلاف واعظ وواعظة يتم اختيارهم وإعدادهم بالشكل اللائق

التوعية الإلكترونية لها أهمية كبرى وتصل لجميع أفراد الأسرة بمختلف الأوقات والأماكن

قريبًا.. إطلاق مبادرة أتوبيس الفتوى من القاهرة وتعمم لاحقًا بالمحافظات 

الإلحاد خطر يهدد الهُويَّة الدينية والقيم الأخلاقية ونحصن المجتمع بالتوعية

وضع مجمع البحوث الإسلامية خطة شاملة ومتنوعة لاستقبال شهر رمضان المعظم، ومواجهة التحديات والقضايا المجتمعية والأفكار الشاذة، ومن خلال حوار خاص مع «نيوز رووم» كشف الدكتور محمد عبدالدايم الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية رؤية المجمع للقضايا والتعامل معها وفق منهج الأزهر الشريف.

إلى نص الحوار.. 

في البداية.. نود الحديث عن خطة المجمع الدعوية لشهر رمضان المبارك؟ 

تنقسم الخطة الدعوية لـمجمع البحوث الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك إلى شقين: الشق الأول وهو الخطة الميدانية وتضم: عدة برامج دعوية ميدانية، ويتمثل البرنامج الأول في الملتقى الرَّمضاني؛ حيث سيتم عقد الملتقى الفكريّ الرَّمضانيّ يومي الاثنين والأربعاء من كلِّ أسبوع خلال شهر رمضان، وذلك بالتنسيق المباشر مع المؤسَّسات والمديريَّات بمختلف المحافظات، لاختيار أماكن ذات حضور جماهيري كمراكز الشَّباب والأندية وقصور الثقافة والمساجد الكبرى، ويستهدف البرنامج تنفيذ (5200) لقاء موزعين على المحافظات، أما البرنامج الثاني فهو: التأصيل الأخلاقي، ويتم تنفيذه عن طريق عقد ندوات في المساجد الكبرى والمؤسسات والمدارس والمعاهد والجامعات.

الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية

أما الجانب الثاني من الخطة الدعوية خلال شهر رمضان المبارك يتم تنفيذه من خلال عدة برامج دعوية إلكترونية، أهمها: برامج: (العقيدة بناء وعمل)، وهو عبارة سلسلة تتضمن (15) حلقة يشارك فيها الأمين العام ومساعدو الأمين وبعض المتخصصين في العقيدة، وتَعرِض هذه الحلقات شرحًا مبسَّطًا لبعض القضايا العقدية والفلسفية التي يحتاج الناس فيها إلى فهم واضح ودقيق لارتباطها بجوانب عقدية لديهم وما يترتب على هذا البناء العقدي الصحيح من نتائج إيجابية يتبعها عمل.

برنامج (ابدأ)، وهو سلسلة تتضمن (15) حلقة يشارك فيها وعاظ الأزهر يستهدفون من خلالها حفز الهمم والوقوف مع النفس وتنمية الذات ودعم الإرادة وترك الماضي وتحديد المسار واتخاذ خطوات فاعلة.

برنامج (الفرصة)، وهو عبارة عن سلسلة تتضمن (15) حلقة يشارك فيها وعاظ الأزهر ويستهدفون من خلالها استغلال الفرص الحياتية والموسمية في تنقية النفس من المعاصي وتحقيق مكاسب للآخرة.

برنامج (رسالة لك) ويعرض فيه وعاظ وواعظات الأزهر خاطرة دعوية يومية حول مشكلات حياتية تواجه الناس داخل أسرهم وفي مجتمعهم، ويتضمن هذا البرنامج (15) حلقة.

 برنامج (في رحاب الصالحين)، ويقدم فيه وعاظ الأزهر حكاية يومية وموقفًا لأحد الصالحين عبارة عن رواية قصصية وإسقاطها على الواقع الحالي، ويتضمن هذا البرنامج (15) حلقة، إضافة إلى برنامج الفتاوى -باللغتين العربية والإنـجليزية-، ويطرح فيه وعاظ وواعظات الأزهر فتوى يومية مرئية حول أحكام فقهية في حياة الناس وأخرى تتعلق بالشهر الكريم، ويتضمن هذا البرنامج (30) حلقة.

كما لا تقتصر الجهود التوعوية في شهر رمضان المبارك على الدعوة الميدانية أو الإلكترونية فقط وإنما يتم استغلال كل الجهود مثل: البرامج التليفزيونية، واللقاءات الإذاعية، وبعض الحلقات والرسائل والمقالات المكتوبة التي يتم نشرها في الصحف الورقية والإلكترونية.

كم عدد الوعاظ والواعظات وكيف يتم تأهيلهم لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي؟ 

لدينا ما يقرب 3300 آلاف واعظ وواعظة تم اختيارهم جيدًا عن طريق مسابقات مرت بمراحل مختلفة من الاختبارات التحريرية والشفوية والمقابلات الشخصية، كما يتم إعدادهم جيدا إضافة إلى متابعتهم والعمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات العلمية والإلكترونية والمكتبات التي يتم توزيعها عليهم، كما يتم تأهيلهم للتعامل مع القضايا التي يهتم بها المواطنون في كل محافظة والتي قد تختلف من منطقة لأخرى، كذلك يتم تدريبهم على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا فضلا عن تدريبهم على التواصل الفعال مع الناس وفن الإقناع والتأثير فيهم.

وتمثل التوعية الإلكترونية في العصر الحالي لها أهمية كبرى نظرًا لأنها تصل إلى جميع أفراد الأسرة في مختلف الأوقات والأماكن ولذا نحن نعمل على الاستفادة منها في المجال الدعوي في الوقت الحالي تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر.

حيث يوجه فضيلة الإمام الأكبر دائما بضرورة تكثيف الدورات التدريبية للوعاظ والواعظات، وذلك من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، كما يشدد فضيلته على ضرورة الجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى العلوم الطبيعية.

أمين عام مجمع البحوث الإسلامية
أمين عام مجمع البحوث الإسلامية

ماذا عن التفاعل الميداني على غرار كشك الفتوى والمقاهي؟ 

يمثل التفاعل الميداني مع الجمهور في مختلف أماكن تواجده أهمية كبرى في العمل الدعوي؛ لذا يعمل المجمع على ابتكار أفكار جديدة للتواصل مع الجمهور؛ فلا يقتصر التواصل على المساجد فقط؛ وإنما ينتشر وعاظ وواعظات الأزهر في المدارس والمعاهد والجامعات والمصالح الحكومية ومراكز الشباب والنوادي وكذلك التجمعات العائلية والقبلية لتحقيق تواصل إيجابي مع الجمهور من خلال خطاب دعوي مستنير يوضح للناس ما اختلط عليهم من مفاهيم ويفتح معهم حوارًا متبادلًا وفاعلًا.

كذلك تم عقد أسابيع دعوية في عدد من الجامعات المصرية للوصول إلى الشباب في مختلف أماكن تواجدهم وتوعيتهم بعدد من القضايا المهمة التي تشغل بالهم.

هل هناك خطة للتفاعل والتعاون مع وزارة الأوقاف بشأن الخطاب الديني والخطبة الموحدة؟ 

نعمل من اللحظة الأولى على التنسيق بين مجمع البحوث الإسلامية والمؤسسات الدينية والتعليمية وأهمها وزارة الأوقاف؛ نظرًا للتداخل فيما بيننا في العديد من الملفات المشتركة؛ وذلك اعترافا بقيمة العمل المؤسسي وأهمية التعاون والتكامل بين القطاعات المختلفة وبالتالي فالتنسيق يلزم عنه توفير الجهد والوقت وتجنب التكرار فضلًا عن وحدة المعالجة من الهيئات المختلفة عندما تخرج بصورة موحدة يكون لها أثر أكبر ونتائج أوقع.

حيث يأتي هذا التنسيق في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر بأهمية التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية والتعليمية لاستعادة منظومة القيم الأخلاقية وتجديد الخطاب الديني، وحرص الهيئات والمؤسسات الدينية في مصر والعالم على التعاون البناء المثمر من أجل مكافحة التطرف والإرهاب، والتصدي للأفكار المنحرفة والمضللة، وتلبية المتطلبات المعرفية للناس.

كيف تجدون ظواهر الإلحاد والشذوذ الجنسي وغيرها من القضايا وما سبل مواجهتها؟

المجمع كمؤسسة من مؤسسات الأزهر الشريف يسير وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على إبراز رؤية المجمع التي تنبثق عن رؤية الأزهر العلمية والعالمية، من خلال المحور العلمي البحثي والذي يدور حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التي يقوم عليها هذا الفكر الشاذ والمتطرف وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، حيث يعمل المجمع على معالجة المفاهيم الخاطئة المتعلقة والتي منها: الإلحاد والشذوذ الجنسي والتطرف الفكري.

وكذلك التوعية الميدانية لوعاظ وواعظات الأزهر الشريف والحملات التوعوية التي ينفذها المجمع إلكترونيًا.

مبادرة أتوبيس الفتوى 

المجمع لديه رؤية خاصة تستند إلى رؤية الأزهر الشريف في التفاعل مع القضايا المجتمعية من خلال التواجد حيث يحتاج الناس، فكانت الجولات الميدانية للوعاظ في المقاهي ومراكز الشباب ومن خلال المعارض كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، كما أن هناك مبادرة أتوبيس الفتوى المزمع انطلاقها في القريب العاجل، ستبدأ من خلال تجربة أولية من شوارع القاهرة ومنها إلى المحافظات.

مبادرة لا للإلحاد أين وصلت.. وما الهدف منها؟ 

ينفذ المجمع حاليًا مبادرة (معًا لمواجهة الإلحاد)، في إطار جهوده المستمرة للتصدي لشبهات الإلحاد والرد عليها بأسلوب علمي ومنهجي يهدف إلى تحصين المجتمع، من خلال تأهيل الوعاظ والواعظات وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة هذا الفكر المنحرف؛ حيث تأتي هذه المبادرة لمواجهة ظاهرة الإلحاد، التي أصبحت تشكِّل خطرًا يهدد الهُويَّة الدينية والقيم الأخلاقية؛ إذْ تسعى المبادرة إلى تقديم الدعم العلمي والتوعوي لصد الشبهات التي تُروَّج بشكل مكثَّف عبر مواقع إلكترونية وقنوات تسعى لنشر الإلحاد والانحلال الفكري والأخلاقي.

تهدف المبادرة إلى التصدي لهذه الظاهرة من خلال تعزيز وعي الوعاظ والواعظات، وتزويدهم بالأدوات الفكرية والردود العلمية المدعومة بمراجع دقيقة؛ ممَّا يساعدهم في أداء دورهم التوعوي بفعالية، وتمثِّل خطوة مهمَّة نحو تحصين المجتمع من خطر الإلحاد، وتوعية الشباب والنشء بمخاطره، داعيةً إلى المشاركة الفاعلة في اللقاءات والتفاعل مع البرنامج لتحقيق الأهداف المرجوة.

مبادرة «علمًا نافعًا»

أطلقنا مبادرة علمًا نافعًا ولمسنا إقبال الجمهور على جناح الأزهر بمعرض الكتاب من خلال التواجد الفعلي للجمهور داخل جناح الأزهر وخاصة ركن بيع الكتب والذي شهد زحامًا طوال اليوم على مدار فترة المعرض، كما يتم تقييم الإقبال من خلال عدد ونوعية الكتب التي تم بيعها للجمهور بمختلف توجهاته الفكرية والثقافية والعمرية، وبخاصة الشباب.

كما يتم وضع مقترحات لأهم الكتب والقضايا المطلوبة التي يحتاج إليها الجمهور للعمل عليها وتوفيرها خلال باقي العام والعام التالي.

تم نسخ الرابط