عاجل

كيف يحمي الإنسان نفسه من الرياء؟.. 3 أمور شرعية لا تغفلها

الرياء في العبادات
الرياء في العبادات

يُعد التحدث عن الأعمال الصالحة والطاعات من القضايا التي تثير جدلًا واسعًا بين العلماء والمجتمع، حيث يتساءل الكثيرون عن الحد الفاصل بين الإخلاص لله تعالى وبين الوقوع في الرياء المحبط للأعمال. 

فمع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار مشاركة التجارب الشخصية في العبادات والأعمال الخيرية، أصبح من الضروري التمييز بين النية الصادقة التي تدفع الإنسان إلى نشر الخير، وبين الدوافع التي قد توقعه في الرياء وحب الظهور.

الإخلاص.. جوهر الأعمال الصالحة 

يؤكد العلماء أن الإخلاص هو أساس قبول الأعمال عند الله، كما قال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين” (البينة: 5). فإذا كان المسلم يتحدث عن طاعاته بنية تحفيز الآخرين على الاقتداء به وتشجيعهم على فعل الخير، فإنه لا حرج في ذلك، بل قد يكون مأجورًا عليه. فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتحدثون أحيانًا عن أعمالهم الصالحة، مثلما قال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: “جهزت جيش العسرة”، وكان النبي ﷺ يقرّ ذلك لأنه كان بهدف تشجيع المسلمين.

الرياء.. الخطر الخفي في العبادات

لكن في المقابل، حذّر الإسلام من الرياء، وهو أن يؤدي الإنسان العبادات بقصد أن يراه الناس ويثنوا عليه، وليس ابتغاء وجه الله تعالى. وقد وصفه النبي ﷺ بـ”الشرك الخفي”، حيث قال: “أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر”، فسُئل عنه، فقال: “الرياء” (رواه أحمد). كما أن القرآن الكريم حذر من هذا السلوك في قوله تعالى: “فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون” (الماعون: 4-6).

متى يكون التحدث عن الطاعات محمودًا؟

يرى الفقهاء أن هناك حالات يكون فيها التحدث عن الطاعات أمرًا مشروعًا ومحمودًا، ومنها:
1. التشجيع على الخير: إذا كان الشخص صاحب تأثير في مجتمعه، وكان حديثه عن طاعاته سببًا في تحفيز الآخرين على الاقتداء به.
2. بيان فضل العبادة: عندما يكون الهدف هو نشر الفائدة وتعليم الناس فضل العبادات، كما يفعل العلماء والدعاة.
3. إظهار نعمة الله: كما ورد في قوله تعالى: “وأما بنعمة ربك فحدث” (الضحى: 11)، فمن شكر النعمة أن يتحدث الإنسان عن فضل الله عليه.

كيف يحمي الإنسان نفسه من الرياء؟

للوقاية من الرياء، ينصح العلماء باتباع بعض الخطوات، منها:
• إخفاء العبادات قدر الإمكان، كما في الحديث: “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه” (متفق عليه).
• استحضار النية الصادقة قبل العمل، والتأكد من أن الهدف هو رضا الله وحده.
• الإكثار من الاستغفار والدعاء، وسؤال الله الثبات والإخلاص في القول والعمل.

ويستدل بذلك 

التحدث عن الطاعات سلاح ذو حدين، فقد يكون سببًا لنشر الخير وتعزيز الفضيلة، وقد يكون مدخلًا للرياء والغرور. لذا، يبقى الميزان الحقيقي هو النية، فإذا كان الغرض هو التشجيع والتحفيز، فهو أمر محمود، أما إذا كان الهدف هو التباهي، فإنه يدخل في دائرة الرياء المذموم، مما يستوجب الحذر والمراجعة المستمرة للنفس.

تم نسخ الرابط