باحث سياسي: البيت الأبيض قادر على إنهاء حرب غزة بموقف صارم.. فلماذا يتردد؟

قال الكاتب والباحث السياسي زهير الشاعر إن الولايات المتحدة تمتلك الأدوات الكافية لإنهاء الحرب على غزة عبر ضغوط حاسمة على حكومة بنيامين نتنياهو، لكنها تتردد بسبب حسابات سياسية داخلية وإقليمية.
رسالة واحدة من ترامب تكفي
وقال الشاعر في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" ان المنطق يقول إن الأمر لا يحتاج إلى مفاوضات معقدة، بل إلى موقف صارم من البيت الأبيض يلزم نتنياهو بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى نجاح واشنطن سابقًا في فرض هدون في نقاط ساخنة أخرى مثل جبهة إيران وإسرائيل بعد تبادل الضربات في أبريل الماضي، والنزاع الهندي الباكستاني عبر وساطات أمريكية، وتهدئة جبهتي اليمن وجنوب لبنان مع الحوثيين وحزب الله.
وأضاف: غزة هي الساحة الوحيدة التي تسبب إحراجًا متصاعدًا للإدارة الأمريكية، لكنها لا تمارس الضغط الحاسم على إسرائيل بعد.
لماذا يتباطأ ترامب ؟
كشف الباحث السياسي عن ثلاثة عوامل وراء تردد واشنطن التوقيت الانتخابي و رغبة ترامب في تجنب صدام مع اللوبي الإسرائيلي قبيل الانتخابات الرئاسية، مشاريع التطبيع العربي حيث تشترط بعض الدول العربية وقف الحرب كشرط مسبق لأي اتفاقيات جديدة ، الضغوط الداخليةو تصاعد الاحتجاجات الأمريكية ضد دعم واشنطن غير المشروط لإسرائيل، خاصة بعد أزمة تجويع غزة واستهداف المدنيين.
زيارة "وزير الاستراتيجية" الإسرائيلي..فرصة أخيرة؟
و أشار الشاعر إلى أن زيارة "رون دارمر" وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي إلى واشنطن قد تمثل منعطفًا حاسمًا، قائلًا: هذا الرجل يؤثر مباشرة على القرار الإسرائيلي، إذا توصل إلى رؤية مشتركة مع الأمريكيين، فقد نرى تليينًا في الموقف الإسرائيلي يقود إلى هدنة مؤقتة، تمهيدًا لوقف دائم.
وحذر من أن استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة يزيد من عزلة واشنطن دوليًا، مردفًا: مشاهد القتل والتجويع لم تعد مقبولة حتى للحلفاء التقليديين لإسرائيل، ترامب أمام خيارين إما فرض وقف الحرب، أو مواجهة تداعيات سياسية وأخلاقية لا تُحتمل.
واختتم الشاعر تحليله بالتشديد على أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، مع تزايد المؤشرات علىانقسامات داخل الكنيست حول استمرار الحرب،و ضغوط أوروبية لمُساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها. ، بالاضافة الي احتمالية تقديم واشنطن صفقة سياسية تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل اتفاق هدنة دائمة.
يُذكر أن تصريحات الشاعر تأتي في وقت تشهد فيه الدبلوماسية الأمريكية تحركات مكثفة لاحتواء الأزمة، بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح وخانيونس وسط إدانة أممية متصاعدة.