هل تُقبل الصدقة بالمال القليل؟ الأزهر ودار الإفتاء يوضحان الثواب

في زمن تتعدد فيه صور العطاء والتكافل، يتساءل كثيرون ممن لا يملكون وفرة من المال: هل تُقبل الصدقة القليلة؟ وهل للدرهم أو الجنيه القليل أجر عند الله عز وجل؟سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مؤكدين أن الصدقة – مهما قلَّت – مقبولة عند الله، وأن ما يهم في ميزان الشرع هو النية والإخلاص، لا حجم المال.
الصدقة القليلة.. عظيمة عند الله
وأوضحت دار الإفتاء، في منشور توعوي لها، أن الله عز وجل لا ينظر إلى قيمة الصدقة ماديًا، بل ينظر إلى قلب المتصدّق، ونيته، وما تحمله من إخلاص وتقوى.
وقد قال النبي ﷺ:
“اتقوا النار ولو بشق تمرة.”
متفق عليه.
والحديث يدل على أن أقل القليل من الصدقة قد يُنجي الإنسان من النار، إذا صَدرت من قلب مؤمن مخلص.
وأكد علماء الأزهر أن الصدقة ليست حكرًا على الأغنياء، بل حتى أصحاب الدخل المحدود يمكنهم نيل الأجر والثواب، فربّ صدقة صغيرة في نظر الناس، تكون عظيمة في ميزان الله، إذا ما اقترنت بالنية الصادقة، خاصة إذا كانت من مال يحتاجه صاحبه.
الدليل من القرآن والسنة
استدل العلماء بقوله تعالى في سورة البقرة:
“فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.”
وأشاروا إلى أن من معاني هذه الآية أن كل عمل خير، مهما كان صغيرًا، لا يضيع عند الله.
كما روى البخاري عن النبي ﷺ قوله:
“سبق درهم مئة ألف درهم.”
قالوا: كيف؟
قال: “رجل له درهمان، تصدق بأحدهما، ورجل له مال كثير، فأخذ من عرضها مئة ألف درهم فتصدق بها.”
وهذا الحديث الشريف يبيّن أن الصدقة القليلة من فقيرٍ مخلص قد تسبق صدقة الغني، لأن الفقير تصدق بنصف ماله، والغني بجزء يسير من ماله.
رسائل توعوية وتحذير من الاستهانة
وأكدت دار الإفتاء أن الشيطان قد يُوسوس لبعض الناس بعدم التصدق بحجة أن المبلغ قليل أو “لا يُذكر”، وهو مدخل خطير لحرمان النفس من الخير، والتكاسل عن أبواب البر.
وشددت الفتوى على أن الإسلام لا يُقارن بين الناس في مقدار ما يُعطون، بل في مقدار التضحية والإخلاص.
ليست الصدقة مالًا فقط
كما بيّن العلماء أن مفهوم الصدقة في الإسلام لا يقتصر على المال، بل يشمل الكلمة الطيبة، التبسم في وجه الناس، مساعدة المحتاج، والدعاء بظهر الغيب، وكل ذلك داخل في قوله ﷺ:
“كل معروف صدقة.
أولًا: الصدقة المالية (بجميع صورها)
1. إعطاء المال للفقراء والمحتاجين.
2. المساهمة في علاج المرضى غير القادرين.
3. تفطير الصائمين في رمضان أو صيام النوافل.
4. كفالة الأيتام والأرامل والأسر الفقيرة.
5. بناء أو دعم المستشفيات والمدارس الخيرية.
6. تقديم المساعدة للغارمين والمديونين.
7. إعطاء المحتاجين للطعام، الملابس، أو الحاجيات الأساسية.
8. المساهمة في تجهيز العرائس الفقيرات.
ثانيًا: الصدقة غير المالية (الجسدية أو المعنوية)
9. الابتسامة في وجه الناس.
– لحديث النبي ﷺ: “تبسُّمك في وجه أخيك صدقة.”
10. الكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة.
– “والكلمة الطيبة صدقة.”
11. إماطة الأذى عن الطريق.
– كرفع حجر أو زجاج مؤذٍ.
12. مساعدة العاجز أو ضعيف الحال.
– مثل دفع عربة، أو مساعدة كبير سن على عبور الطريق.
13. الدعاء للناس بظهر الغيب.
– صدقة عظيمة لا يعلم أثرها إلا الله.
14. التعليم والتوجيه النافع.
– نشر العلم، وتوجيه الناس للخير.
15. إعارة أدواتك لمن يحتاجها (كالكتب، الأجهزة، الأدوات اليدوية).
ثالثًا: الصدقة الجارية
16. بناء مسجد أو المشاركة في بنائه.
17. حفر بئر ماء في منطقة محتاجة.
18. وقف مصحف أو كتب علم نافع.
19. زراعة أشجار يستفيد منها الناس أو الطير أو الحيوان.
20. تمويل منصات تعليمية أو دعم علم ينتفع به