«كان نفسها تحج».. أم ملك أحد ضحايا المنوفية تروي معاناتها

في لقاء مؤثر مع مراسلة "نيوز رووم"، تحدثت "أم ملك" عن ابنتها التي رحلت في حادث مروع على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، لتروي تفاصيل حياة فتاة صغيرة كانت بمثابة الملجأ والدعم لعائلتها.
ووصفتها أم ملك بأنها كانت "ملك في عالمنا"، فتاة صغيرة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، لكنها كانت تتحمل أعباء كبيرة، من النفقة على المنزل إلى رعاية والدها وأمها. "كانت بتقول لي يا ماما حلمت بالرسول وعايزة أحج"، تروي الأم، مضيفة أن ملك كانت تحلم بزيارة بيت الله، وكانت شجاعة ومسؤولة رغم صغر سنها.

أم ملك أحد ضحايا المنوفية تروي معاناتها
تتابع أم ملك: "حتى عندما مرض أخوها وأصبح لا يستطيع المشي، نزلت تجمع حبات العنب من أجل إعالة العائلة، كل حلمها كان أن تساعدهم وتخفف عنهم أعباء الحياة". كما كانت تهتم بأختها وأخوها، تحلم بتحسين حياتهم وتهيئة شقة لأخوها.
وعن علاقتها بأصدقائها، كشفت "أم ملك" أن ابنتها كانت مرتبطة بـ"شيماء وجنا" بنات عمها، اللاتي كن رفيقات روحها. وكانت الصدفة القاسية أن الثلاث فتيات كن ضحايا الحادث ذاته، فكما كن يعملن ويضحكن معًا، فقد فارقن الحياة معًا.

تختتم الأم حديثها بدموع حزينة: "بعد أن أنهت أعمالها المنزلية وتناولت الطعام يوم الخميس، ذهبت إلى فراشها للنوم، ثم إلى العمل في جمع العنب، وهناك التقت بمصيرها في أحد زوايا الطريق الإقليمي بالمنوفية".
رحم الله جميع ضحايا الحادث، وأسكنهم فسيح جناته، وترك هذا الحادث الأليم أثرًا عميقًا في نفوس عائلتهم ومجتمعهم.
«عزمتهم الخميس وحزنت الجمعة»
في سياق متصل، وفي لقاء خاص مع "نيوز روم"، تحدثت جدة الفتيات الست، التي لم تتمالك نفسها وهي تسترجع ذكريات الأيام التي سبقت الحادث، وقالت بصوت يعتصره الألم: "كنتُ عزمتهم يوم الخميس، وكانوا جميعًا في حالة فرح وسعادة، كنا نتبادل الضحكات والأحاديث أثناء تناول الغداء، لكن بين ليلة وضحاها، تحولت تلك الفرحة إلى حزن لا يوصف". وأضافت: "الضحايا من بنات غلابه، يعملن بجد ليساعدن أنفسهن وأسرهن على مواجهة متطلبات الحياة".