عاجل

ما حكم “جلسة الاستراحة” في الصلاة؟..العلماء يوضحون

الصلاة
الصلاة

تُعد الصلاة عماد الدين، ومحل عناية خاصة من المسلمين، حيث يحرص كثيرون على تأديتها بإتقان واتباع لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن الأمور التي قد يلاحظها بعض المصلين أثناء تأديتهم للصلاة، أو أثناء اقتدائهم بالإمام، ما يُعرف بـ*“جلسة الاستراحة”*، وهي الجلوس الخفيف بعد السجدة الثانية من الركعة الأولى أو الثالثة، وقبل القيام إلى الركعة التالية

هذه الجلسة هي المسماة عند الفقهاء بجلسة الاستراحة، وهي جلسةٌ خفيفةٌ جدًّا لا ذِكر فيها؛ لأنها تتعلق بهيئة نهوض المصلِّىِ من سجوده إلى قيامه، فهي مجرَّد هيئةٍ من هيئات الصلاة، وحديثها صحيحُ -كما ورد بالسؤال-؛ فإنه من رواية الشيخين البخاري ومسلم.

وقد اختلف الفقهاء في فقه هذا الحديث:


هل هي سنةٌ ثابتةٌ في كلِّ الأحوال لكل مستطيع؛ وإلى هذا ذهب الشافعية، ويقولون إنها للفصل بين الركعات.
أم هي سنـَّة يفعلها المحتاج إليها لمرضٍ أو تعبٍ أو ما شابه؛ وإلى هذا ذهب الجمهور، ودليل الشافعية الحديثُ الصحيحُ المشارُ إليه، ودليل الجمهور أن الرُّواة الذين نقلوا صفة صلاة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مع تعددهم لم ينقلوا هذه الصفة إلا من رواية الصحابي راوي الحديث المتقدم، مما يدل -عندهم- أنه كان في أحيان قليلة، وتَمسَّكوا بِقوله صلى الله علَيه وآله وسلم: «إِنِّي امْرُؤٌ قَدْ بَدَنْتُ؛ فَلَا تُبَادِرُونِي بِالْقِيَامِ، وَلَا بِالسُّجُودِ» رواه ابن أبي شيبة، فَدل على أنه كان يفعلها لهذا السبب، فَلا تُشرَع إِلا في حقِّ مَن اتَّفَقَ لَه نَحو ذلك، ولذلك لم يروِ هذه السنة الناقلون لصفة صلاته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

وعليه: فهذه الهيئة مما اختلف السادة الفقهاء في مشروعيتها، مع اتفاقهم على صحة الصلاة بفعلها وبتركها، والشأن في المسائل المختلف فيها بينهم أن للمقلد –أي: عامة الناس من غير العلماء- تقليدَ أيٍّ منهم، ولا يُثَرِّب بعضهم على بعض؛ لأنه "لا يُنكَر المختلف فيه، وإنما يُنكَر المتفق عليه".

فضل المواظبة على الصلاة:


1. أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين: الصلاة عمود الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين.
2. سبب في رضا الله ومحبته: المواظبة على الصلاة تقرب العبد إلى ربه، وتجعله في معية الله دائمًا.
3. تنهى عن الفحشاء والمنكر: من حافظ على صلاته بصدق، أثمرت في سلوكه وأبعدته عن المعاصي.
4. نور في الدنيا والآخرة: قال النبي ﷺ: “الصلاة نور”، فهي تنير القلب، وتكون نورًا للمؤمن يوم القيامة.
5. أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة: إن صلحت، صلح سائر العمل، وإن فسدت، فسد سائر العمل.
6. راحة للنفس وتفريج للهموم: كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر، فزع إلى الصلاة، لما فيها من راحة وسكينة.
7. سبب في دخول الجنة: قال ﷺ: “من صلّى البَردَين دخل الجنة”، أي الفجر والعصر.
8. تكفير للذنوب والسيئات: الصلوات الخمس كفارات لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر.
9. صلة مباشرة بين العبد وربه: لا تحتاج الصلاة إلى وسيط، فهي تفتح باب الدعاء والخشوع والتوبة.
10. علامة للمؤمنين: قال الله تعالى: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”، فالصلاة علامة من علامات الإيمان الحقيقي

تم نسخ الرابط